هذه هي الأقدار.. لا تبتسم كثيرًا للغلابة، فهم دائمًا فى حزن وهم على أبنائهم الذين باتوا مهددين دائمًا بالموت فى أى لحظة؛ بسبب البحث عن لقمة العيش، فقد عاشت مدينة بسيون بمحافظة الغربية ليلة حزينة بعد تلقيهم خبر استشهاد شاب من خير شبابها في الحادث الإرهابى الأخير لتنظيم ما يسمى "داعش". حيث شيع الآلاف من أهالي المدينة جثمان فتحي عاطف إسماعيل (26 سنة – نجار مسلح) والذي لقي مصرعه في حادث تفجيرات "داعش" بمنطقة القبة القريبة من مدينة البيضاء بليبيا، والذي أسفر عن مصرع 6 مصريين. واتشحت مدينة بسيون بالسواد، وعم الحزن أرجاء المدينة، وهتف الأهالي في الجنازة "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله". فيما تجمع المئات من أهالي المدينة أمام مسجد "فسيخ" الذى أقيمت به صلاة الجنازة، مطالبين الرئيس السيسى بالانتقام من أعضاء التنظيم الإرهابى الغاشم. وأكد الأهالي أنهم أصيبوا بالصدمة عقب سماعهم للخبر، مشيرين إلى أن الشهيد كان يتمتع بعلاقة قوية مع أهالي بسيون من أصدقائه وأقاربه وجيرانه، وأنه كان حسن السمعة، وكان يعمل نجار مسلح، ولكن بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة قرر العمل في ليبيا؛ ليساعد في زواج شقيقاته. وأكد شقيق الشهيد أنه تلقى الخبر من مركز الشرطة، وفوجئ بوسائل الإعلام تتناقل خبر استشهاد أخيه، قائلاً "راح غدر على إيد إرهابيين لا يعرفوا دين ولا إسلام.. حسبنا الله ونعم الوكيل". فيما أصيبت والدة الشهيد بانهيار عصبى بعد سماع نبأ استشهاد ابنها فتحى، وخرج جميع أهالى القرية أمام المقابر فى انتظار جثمان الشهيد؛ ليواريه التراب. ووسط حالة من الصراخ والعويل قالت والدته "منهم لله الكفرة.. اللي بيحرقوا قلبنا على ولادنا.. ابني ما لوش في اي حاجة وغلبان، قتلوه ليه؟ محدش يقول لى فتحى مات. ابنى ما متش ونازل أجازة، هو قال لى كده". يذكر أن الشهيد لديه 3 أشقاء: بنتان وولد، ولم يتزوج، وكان يساعد فى زواج شقيقتيه، ووالده ووالدته مريضان، وكان العائل الوحيد لهما، وأصيبا بصدمة عنيفة عقب سماعهما خبر وفاته.