اهتمت الصحف العالمية بزيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لمصر، حيث اعتبرتها العديد من الصحف نقطة تحول في العلاقات على الساحة الدولية والمحلية، وقد تلعب دورا كبير في حل الكثير من النزاعات على الساحة الإقليمية والمحلية. وفي هذا السياق، قالت إذاعة "فويس أوف أمريكا" إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وصل إلى القاهرة الأثنين، في مستهل زيارة تستغرق يومين، وسط شكوك رئيسية تدور حول علاقة القاهرةوموسكو، حيث إن زيارة "بوتين" تأتي في وقت اضطراب سياسي قوي لكلا البلدين. وتضيف الإذاعة أن القاهرةوموسكو يتحدثان عن تقارب عسكري واقتصادي وسياسي، مما يعيد إلى الأذهان حقبة التقارب السابقة، فالاتحاد السوفيتي خلال فترة الخمسينات والستينات، ومساعدة مصر في بناء السد العالي، ولكن الرئيس الراحل"أنور السادات" قرر قطع العلاقات مع موسكو والتقرب إلى واشنطن في السبعينات. وترى الإذاعة الأمريكية أن استقبال مصر ل"بوتين" يوضح حاجة القاهرة المتزايدة في الحصول على دعم دولي وخارحي في صراعها ضد الإرهابيين في سيناء وأماكن أخرى، وقال "سعيد صادق" أستاذ علم الاجتماع السياسي:" روسيا لديها الخبرة التي تحتاج مصر لإستخدامها، حيث التاريخ الطويل مع الحركات المتمردة في الشيشان، كما أن البلدان بحاجة إلى التعاون الثنائي". وتشير الإذاعة إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا تتزايد أيضا، فقد وصل حجم التجارة بين البلدين في العام الماضي 46 مليون دولار، وأشار "صادق" إلى أن هناك حاجة لزيادة هذا التعاون من أجل مواجهة ضغوطات عديدة، موضحا أن الروس على استعداد لإستخدام الروبل والجنيه المصري في التجارة المباشرة بين البلدين، والسياح الروس هم رقم واحد في مصر، على عكس البلدان الأخرى، كما أن موسكو تفضل الخضار والفاكهة المصرية، وهذا يمكن أن يعوضها بسبب العقوبات الأوروبية ضدها". أوضح التلفزيون المصري أن "بوتين" يزور مصنع الحديد والصلب الذي تم بنائه خلال الشراكة مع السوفيت في الستينات، فضلا عن مشروع امتداد قناة السويس الجديد، ومنطقة التجارة الحرة، كما لفت إلى اتفاقات ثنائية توقع الثلاثاء، لكن لم يتم الحديث عن أي صفقة أسلحة. من جانبها، قالت صحيفة "انترناشونال بيزنس تايمز" البريطانية إن الرئيس الروسي "فلاديمر بوتين" ومنذ أزمة أوكرانيا في العام الماضي، وهو في مكان منبوذ بين الدول الغربية، حيث فرض العقوبات على الاقتصاد الروسي من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها، وفرض حظر على المواد الغذائية الروسية. وتضيف الصحيفة أنه بعد أشهر من الانتقادات، وصل "بوتين" إلى القاهرة، حيث تمثل له هذه الزيارة بعض الراحة، حيث إن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الرجل القوي، يبدو وأنه أحد داعميه ضد خصومه، موضحة أن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة قدما القليل من الدعم ل "السيسي" حين أطاح بالرئيس الأسبق "محمد مرسي" في عام 2013، أما "بوتين" هو أول من دعم ترشيح "السيسي" لانتخابات الرئاسة. وتشير الصحيفة إلى أن رحلة "بوتين" هي الأولى منذ عشر سنوات لرئيس روسي، وتؤكد أيضا أنه ليس معزولا تماما عن الساحة العالمية، ولفتت الصحيفة في نسختها الاسترالية إلى أن روسيا ومصر يصفيان حسابتهما مع الولاياتالمتحدة من خلال اتفاقية التجارة الثنائية بين البلدين، وما هو أكثر من ذلك، يرى بوتين هذا الإجراء لا يمهد فقط لآفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثمار بين روسيا ومصر، ولكن أيضا "الحد" من اعتمادهم على الاتجاهات الحالية في الأسواق العالمية. من جانبه، يرى موقع "دبليو إن دي" الأمريكي أن زيارة "بوتين" لمصر تمثل نقطة انخفاض في العلاقات المصرية الأمريكية، وإضعاف للتحالف الذي بدأ منذ 35 عاما، عندما كان الرئيس "كارتر" رئيسا وتم توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل.