سادت حالة من الغضب بقرى محافظة الغربية؛ لاستمرار ظاهرة اختفاء واختطاف الفتيات والسيدات في ظروف غامضة. الظاهرة ألقت بظلالها على قطع الطرق وإشعال الاهالى النيران وتعطيل المصالح العامة للمواطنين واقتحام الأقسام وغيرها من وسائل التعبير عن الغضب، وحمل الأهالى الأمن مسئولية ما يحدث، سواء كان الاختفاء بإرادة الفتاة أو اختطافًا حقيقيًّا ومستهدفًا على أيدي مجرمين وقطاع طرق. الأحد الماضي قام عدد من أهالى قرية "محلة خلف" التابعة لمركز سمنود فى محافظة الغربية بقطع طريق سمنود – المنصورة ومنع السيارات من المرور؛ احتجاجًا على عدم تمكن القوات الأمنية من معرفة سبب اختفاء فتاتين من القرية وعدم عودتهما حتى الآن. كما شهدت عزبة صالح العرايضة بمركز قطور بمحافظة الغربية جريمة قتل بشعة لطفلة 4 سنوات تدعى "شيماء الششتاوى قنديل"، اختفت فى ظروف غامضة، وتم العثور عليها داخل منور منزل عمتها بعد قيامها هى وزوجها ونجله وكريمته وخطيب كريمته باختطافها أثناء توجهها للحضانة بالعزبة واستدراجها لمنزل أحد أقاربها والتخلص منها بالخنق؛ خشية افتضاح أمرهم؛ لوجود صلة قرابة مع والد الطفلة؛ مما دفع أهالى الفتاة لقطع الطريق وإشعال قضبان السكة الحديد وتعطيل حركة القطارات. كما قطع أهالي قرية صفط تراب طريق "طنطا – المحلة" أمام القرية، حيث قاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات والكتلة الخرسانية؛ اعتراضًا منهم على اختفاء فتاة في ظروف غامضة، وقد أدى ذلك إلى تعطيل الحركة المرورية. وفى قرية "بلقينا" التابعة لمركز المحلة الكبرى قام عدد من الأهالي بقطع الطريق السريع "المحلة – طنطا" بعد اختفاء 3 فتيات من القرية في ظروف غامضة؛ احتجاجًا على التقصير الأمني. كان المئات من أهالى قرية "شبشير" التابعة لمركز طنطا قد قاموا بقطع طريق "طنطا- كفر الشيخ" فى الكيلو 6 على الطريق الزراعى؛ بسبب اختفاء 5 طالبات فى المعهد الأزهرى، وقام الأهالى بقطع الطريق من الجانبين ذهابًا وإيابًا، ومنعوا السيارات من العبور، وأشعلوا الإطارات بعرض الطريق، متهمين الأمن بالتقاعس عن البحث عن الفتيات. وأكد أهالى القرية أن البنات الخمس طالبات فى معهد فتيات القرية، واستقللن توتوك من القرية حتى محطة القطار، وبعدها ركبن القطار السريع من القرية المتجه إلى طنطا؛ لقضاء أغراضهن من المدينة، وبعدها انقطعت أخبارهن تمامًا. وقال خالد العربى (محامٍ من أهالي السنطة) إن سبب تفشى الظاهرة بالغربية العديد من السلوكيات الخاطئة فى المجتمع وتدنى مستوى الإعلام وتشجيعه على الانحلال والرذيلة، حيث أصبح مجتمع الشباب ينحصر بين تعاطى المخدرات والبلطجة والسرقة، بالإضافة إلى اختطاف الفتيات، والذى يعتبر من أبشع الجرائم فى مجتمعنا، ولا يمكن التخاذل عنها من المواطنين أو رجال الشرطة. وقال محمود عبد المقصود والد الطفلة يارا، والمقيم بقرية "كفر سنباط" مركز زفتى إن ابنته تغيبت عن المنزل 15 يومًا، وإنه قام بتقديم بلاغ لقسم الشرطة التابع له عن اختفاء ابنته والاستغاثة برئيس المباحث، وقام بتقديم المشتبه فيه والذى اعترف بمعرفة مكان الفتاة، ولكن النيابة أطلقت سراحه، وقام وكيل النيابة بحفظ القضية، وقال متهكمًا "عندنا مئات البلاغات زى دى، وما فيش فى إيدنا حاجة نعملها"؛ ولذلك توجه الأب إلى مديرية أمن المحافظة؛ لتصعيد القضية، وتساءل: كيف وصل المجتمع إلى هذا الفساد الأخلاقى؟! هذه مجرد نماذج للوقائع التي أمكن توثيقها، وهناك سيل آخر من المعلومات التي بحاجة إلى تدقيق وتوثيق، تدور حول الظروف التي مرت بها فتيات أخريات وصور الاعتداء الذي تعرضن له في الأماكن التي اختطفن إليها. تجدر الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية بالغربية تقوم على الفور بعد تلقيها بلاغات بوقائع قطع الطرق من قِبَل الأهالى بتعزيز تواجدها بالقرية، وقيام قيادات إدارة البحث الجنائي بمقابلة عدد من أقارب الفتيات المختطفات؛ للاستماع إلى أقوالهم ورواياتهم حول واقعة الاختفاء وإقناعهم بتهدئة الأمور، حتى يتم العثورعليهن، وهو ما حدث بالفعل فى وقائع عديدة.