لم تمض سوى بضعة أيام على الاعتداء الذي نفذته مروحيات العدو الصهيوني في القنيطرة السورية، حتى تفاجئت برد حزب الله اللبناني في مزارع شبعا، حيث تم استهداف عدد من آليات الاحتلال العسكرية، بجانب قتل وإصابة بعض جنود الجيش الإسرائيلي. وسائل الإعلام الصهيونية وصفت العملية التي نفذها حزب الله بالخطيرة، كما أن الدوائر السياسية والعسكرية اجتمعت برئاسة "بنيامين نتنياهو" فور رد الحزب لمناقشة تطورات الوضع في الجبهة الشمالية الإسرائيلية، وتوجه رئيس أركان جيش الاحتلال "بيني جانتس" إلى الجبهة الشمالية لتفقد الأوضاع هناك، فضلا عن حالة الارتباك والفزع التي أصابت المنطقة الشمالية ومستوطنيها. مع فجر الأربعاء زعمت مصادر إسرائيلية سقوط صاروخين بالجولان المحتلة، وسارعت في تحميل حزب الله وسوريا مسؤولية إطلاق الصاروخين، أملا في منع وقوع حزب الله على هجوم القنيطرة الذي تم خلاله اغتيال مجموعة من عناصر الحزب وأحد جنرالات الحرس الثوري الإيراني الأحد قبل الماضي. الرد الذي جاء على أيدي حزب الله، يسبق خطاب الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" المقرر الجمعة المقبلة، ما يعني أن معادلة الرد وخياراتها ستظل مفتوحة حتى خطاب الأمين العام الذي بدون شك سيكشف خلاله خفايا الاعتداء الصهيوني ورد حزب الله، بجانب إزاحة الستار عن الأيام العصيبة التي مرت على جمهور المقاومة وقيادتها بين الاعتداء ورد الحزب. القراءة المتأنية للمشهد بشكل تام تؤكد أن رد حزب الله لن يتوقف عند هذه العملية التي تم تنفيذها في مزارع شبعا، بل ربما تكون مقدمة لرد أوسع وأشمل يأتي خلال الأيام القليلة المقبلة، لا سيما وأن الاحتلال أعلن عن تأهب قواته وحشد المزيد من الآليات مع الحدود السورية اللبنانية، لأنه يدرك تماما أن رد حزب الله لابد وأن يقع، لكنه كان يجهل التوقيت والكيفية. رد حزب الله الذي تم بمزارع شبعا يعلن بكل وضوح للجميع بأن وزير خارجية الكيان الصهيوني الذي ذهب إلى موسكو يطلب الوساطة مع حزب الله وإيران للحيلولة دون رد الحزب قد فشل في تحقيق الهدف من زيارته، كما أن رد اليوم بعث برسالة طمأنة إلى جمهور المقاومة الذي حاول الاحتلال تشكيكه في قياداته ورموزه.. رد اليوم يؤكد أن المعادلة مفتوحة وتقبل الزيادة.