قبيل بدء تظاهرات 25 يناير، واستعدادات جماعة الإخوان للحشد والنزول في تظاهرات ومسيرات، توفى أمس السبت، الدكتور جمعة أمين عبد العزيز، نائب المرشد العام للإخوان فى مقر تواجده بالعاصمة البريطانية لندن. كان جمعة أمين المحرك الأساسي لجماعة الإخوان، بعد القبض على محمد بديع المرشد العام، وخيرت الشاطر عقب ثورة 30 يونيو، ووفاته في ذلك التوقيت يطرح سؤالا من الذي سيحل مكانة في الناحية التنظيمية ويتحاشى حدوث إرباكًا في صفوف الجماعة. قال صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة العنف، إن جماعة الإخوان قامت بإعادة الهيكلة منذ فترة كبيرة، ووفاة جمعة أمين لن تكون مؤثرة كثيرًا إلا فى اتجاه زيادة العنف، حيث ستزيد المساحة لصقور الجماعة على حساب الحمائم. وأضاف "القاسمي" أنه لا يوجد اسم بعينه مرشح حاليًا لمنصب نائب المرشد العام، حيث إن إعادة الهيكلة شملت جميع القيادات الكبيرة ومن بينها جمعة أمين، الذي كان له دور في تغيير خطاب الإخوان وتحركاتهم على الأرض. وتابع: الجماعة تعود لسيرتها الأولى فى عدم الإعلان عن القيادات لحمايتهم، والمناصب ذهبت إلى لجان مكونة من أعداد قد تصل إلى خمسة أفراد وذلك لاستيعاب الشباب وإعطائهم مساحة من التعبير وقيادة الموقف، حتى المرشد لم يعد مرشدا بل هناك لجان بديلة تتولى قيادة الكيان دون الإعلان عن ذلك. من جانبه، أوضح سامي زقزوق، أحد المنشقين عن جماعة الإخوان، أن القيادة الحالية للجماعة لا تأمن أن تولي منصب نائب المرشد خلفًا لجمعة أمين، أحد من خارج الدائرة الموثوق بهم في الإخوان. وحول الأسماء المرشحة لشغل منصب نائب المرشد، أشار "زقزوق" إلى أن محمود عزت سيكون له دور خلال الفترة المقبلة، وإن كان خارج البلاد، ومحمود حسين الأقرب لإدارة الجماعة خلفًا لجمعة أمين. فى السياق، قال محمد حبيب، نائب المرشد السابق، إن جمعة أمين كان قليل الظهور إعلاميًا وغير معروف، لكنه كان شخصية بارزة داخل مكتب الإرشاد، وحصل على منصب النائب بعد دخول "بديع" و"الشاطر" السجن، نظرًا لأنه كان الأكبر سنًا وقتها. واستطرد: مع اختيار نائب مرشد جديد، فبالتأكيد أن محمد بديع لا يمارس أي من مهامه وهو داخل السجن، على العكس من خيرت الشاطر الذي يؤخذ برأيه حتى الآن في الأشياء الكبيرة. وأشار إلى أن شباب الإخوان يحتاجون إلى أحد يشاورهم ويأخذ رأيهم، لا يتجاهلهم ويصدر القرارات من على مكتبه، حيث كانوا يطلقون في الماضي على السمع والطاعة مصطلح "القمع والطاعة".