في خطوة اعتبرها البعض صفقة ترضية لرجل الجماعة القوي محمود عزت الذي تمت الإطاحة به من منصبه كأمين عام لجماعة الإخوان الأسبوع الماضي، وتنصيب الدكتور محمود حسين في خطوة مفاجئة بدلا منه قام الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة بتعيين ثلاثة نواب له في الاجتماع الأخير لمكتب الإرشاد بينهم عزت نفسه والدكتور رشاد بيومي وجمعة أمين اللذان نافسا «بديع» علي منصب المرشد في الانتخابات الأخيرة، وفي الوقت الذي أعلن فيه «بديع» في بيان للجماعة عدم ترتيب نوابه كما تقضي اللائحة. مصادر إخوانية أكدت أن صفقة الترضية من بديع لعزت شملت تعيين عزت نائبا أول للمرشد سرا، حتي لا يغضب النائبان الآخران. ورغم أن لائحة الجماعة تنص علي أن يقوم المرشد بتعيين نائب له أو أكثر بحيث لا يزيد العدد علي ثلاثة نواب إلا أن المفاجأة أن بديع أبقي علي نائب رابع وهو خيرت الشاطر المسجون حاليا والذي احتفظ بمنصبه كنائب. لم يكتف «بديع» بمخالفة لائحة الجماعة بتعيين أربعة نواب بل إنه أصر علي تجاهل تعيين أحد قيادات التنظيم الدولي في النواب، حيث طرح «بديع» اسم إبراهيم المصري أحد قيادات إخوان لبنان كنائب ثالث له، بينما طرح بعض أعضاء المكتب عبدالحميد الذنيبات أحد قيادات إخوان الأردن ما جعل «عزت» يتدخل لحسم الصراع حيث أصر علي أن يكون نواب المرشد جميعهم من مصر، مبررا بأن «الشاطر» طلب منه ذلك في آخر زيارة الضغوط التي مارسها «الشاطر» علي «بديع» من داخل سجنه وردت الاعتبار «لعزت» أكدها حامد الدفراوي عضو مجلس شوري الجماعة الذي أشار إلي أن مكتب إرشاد الجماعة بهذا التشكيل الموجود حاليا يتبع جميع قياداته للشاطر، وينفذون طلباته وأوامره التي ينقلها محمود عزت «المرشد الحقيقي» حاليا والذي يتحكم في اختيار أعضاء مكتب الارشاد والمرشد نفسه، وأضاف: لذلك عين المحسوبين علي تياره وهو التيار المحافظ في مناصب قيادية. وأكد «الدفراوي» أن تعيين الدكاترة محمد مرسي وعصام العريان ومحمد سعد الكتاتني كمتحدثين إعلاميين لمكتب الإرشاد هو أكبر دليل علي سيطرة تيار المحافظين علي الجماعة، مشيرا إلي أن «الشاطر» و«عزت» نجحا خلال الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد في الاطاحة بجميع القيادات الإصلاحية أمثال عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد حبيب وغيرهما، مشيرا إلي أن قيادات التنظيم الدولي وخاصة إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي بلندن اعترض علي عدم تمثيل أحد قيادات الخارج في منصب النائب الثالث وهو ما سيتسبب في خلافات حادة لاحقا.