تصوير : محمد حكيم «دفاية خشب» و«جهاز إنذار المطر».. هما أحدث ابتكارات 2015 لمواجهة موجة «الصقيع».. «التكلفة» جنيهات معدودة.. «الأدوات» بقايا خردة ولعب أطفال.. «الفكرة» لمواطن موهوب وضعت لمسته بصمتها على واقعه وأفكاره؛ ليترجمها في ابتكارات فرضتها الحاجة والظروف وخصوصية المكان وقلة الإمكانيات. عبود علي.. وأجهزة من بقايا خردة المنزل وإعمالاً بمقولة "الحاجة أم الاختراع".. لملم "عبود" بقايا خردة المنزل، وبدلاً من إلقائها في سلة المهملات، حوَّلها لأجهزة نواجه بها موجة "الصقيع"، وتمكن الأسوياء والمكفوفين من معرفة إذا كان الجو ممطرًا أم لا، ويؤدي هذا الجهاز نفس الأغراض التي تؤديها الأجهزة التي تباع في المحال التجارية. كما استحدث أجهزة لأغراض أخرى، تميزت جميعها بجودتها وتكلفتها الزهيدة. "عبود محمد محمود الروبي" نائب مدير مدرسة النور للمكفوفين في مدينة المنيا، خريج كلية الفنون الجميلة، يقول إن لديه ميولاً علمية وفضولاً يدفعه للتحدي ولإيجاد البدائل لكافة الأدوات والأجهزة والمستلزمات المنزلية، كالغسالة وجهاز مانع السرقة وغيرهما. دفاية أرخض وأكفأ تتميز دفاية عبود برخص ثمنها، فهي لا تتعدي 13 جنيهًا، وكفاءتها العالية، حيث إنها مقاومة للصدمات، وموفرة للطاقة، وسهلة الحركة، وعازلة للكهرباء عند لمس أجزائها الداخلية أو الخارجية، وذلك بخلاف الدفاية المعدنية، كما أن عمرها الافتراضي أطول من الدفاية المصنعة بواسطة الشركات. دفاية "عبود".. علبة سمن وخردة خشب وعن فكرة "الدفاية" يقول عبود إنها مكونة من جزأين: الأول صندوق خشبي مستطيل بداخله حامل حراري عبارة عن صاج لعلبة سمن تم قصها وتقويسها، وتحوي شمعتين تقومان بدور الدواية في الدفاية المعدن، وهما مسئولتان عن انبعاث الحرارة، وفي نهاية كل شمعة عازل يغطي السلك الكهربي، ويعلو سطح الصندوق مفتاح يتحكم في تشغيل الدفاية وإطفائها وتشغيل أيٍ من الشمعتين وإطفائهما، بالإضافة لشبكة من الألمنيوم تمنع لمس الشمعتين؛ لتقي من درجة حرارتهما الملتهبة، وهي مثبتة بصاج نيكل من 4 جهات. أما الجزء الثاني فحامل خشبي للجزء الأول، له جناحان على شكل صقر؛ ليكسب الدفاية شكلاً جماليًّا، ويمكن الاستغناء عنه وفصله عن الدفاية؛ ليهسل حملها ونقلها لأي ركن في المنزل، رغم أن وزن الدفاية لا يتعدي 5 كجم. مكونات الدفاية كما أوضح عبود عبارة عن (علبة سمن- درج مكتب- حامل خشبي- شمعتين- سلك كهربي- عازل كهربي- حامل حراري- مفتاح تشغيل) وكانت الأدوات التي استخدمت في صناعتها (مقص- مفك- مسمار- كماشة- جاكوش). جهاز إنذار المطر.. مشبك غسيل وقرص إسبرين والفكرة الثانية جهاز إنذار المطر، ويشرح "عبود" الفكرة قائلاً إن الجهاز عبارة عن مشبك غسيل يقوم بدور المفتاح ويقبض على قرص "ريفو أو إسبرين" أو ورقة، ولعبة أطفال بها لمبة، يتصل المشبك باللعبة من خلال سلك كهربي طوله متران، ويقطع السلك من منتصفه مصدر للطاقة كحجر بطارية- حجر قلم، على أن يتم وضع المشبك خارج باب أو نافذة المنزل، وعند سقوط المطر يذوب قرص "الإسبرين"، وبالتالي يغلق المشبك على نفسه، فيغلق دائرة الكهرباء؛ ما يجعل اللمبة تبعث إضاءة تشير لوجود المطر. الكفيف سيعرف بوجود المطر وتابع أنه بالنسبة للمكفوفين يمكن استبدال المصباح بجرس، يصدر صوت رنين يسمعه الكفيف؛ ليستدل من خلاله على وجود المطر. وعن مكونات جهاز إنذار المطر يقول بأنها مكونات بدائية بسيطة موجودة بكل منزل (مصباح لعبة طائرة- حجارة- مشبك غسيل- قرص إسبرين- سلك كهربي). وبسؤاله عن جدوى الفكرة يقول بأن الناس اعتادوا غلق الأبواب والنوافذ في الجو البارد، وقد يدفعهم الفضول أو الحاجة لمعرفة ما إذا كان الجو ممطرًا، أم لا، فبدلاً من النزول للتأكد، يمكنهم الجهاز من الاستدلال على هطول المطر. وعن تسويقه لابتكاراته نفى عبود عرض فكرة الدفاية أو جهاز المطر على الشركات أو صناعة العديد منها؛ بقصد بيعها والتربح من ورائها، وأوضح أن الفكرة غمرته بسبب موجة "الصقيع"، وبدأ من حيث انتهى الآخرون في مراحل صناعة الجهازين، وأنه يرحب بترويج الفكرة واستغلالها في التجارة، نافيًا تسجيل أي من ابتكاراته للحصول على براءة اختراع.