كشف تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن حجم الإهدار الكبير للمال العام في العديد من الدراسات والمشروعات التابعة لوزارة الصحة، مؤكدا إهدار حوالي 158.4 مليون جنيه؛ نتيجة اعتماد صرف مبالغ ضخمة لإنشاء عدد من المشروعات دون إجراء الدارسات اللازمة، حازت القرارات الوزارية المتخبطة على النصيب الأكبر من هذا المقدار، وبلغت قيمة الإهدار نحو 157 مليون جنيه خلال الفترة من 2004 وحتى 2012 . جاءت الأرقام التي رصدها التقرير صادمة وتنم عن عدم الشعور بالمسئولية، بعد إهدار هذه المبالغ الباهظة دون جدوي أو تحسين الخدمات المقدمة للفقراء فى جميع القطاعات سواء كانت على مستوى المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة أو حتى مستشفيات التأمين الصحي، أو عن طريق إهدارها في شراء الأدوية منتهية الصلاحية. يوضح التقرير إهدار ما يقرب من 15.6 مليون جنيه نتيجة للأعطال فى الأجهزة والمستلزمات ودون اتخاذ أى خطوات لإصلاحها، بالإضافة إلى 56 مليون جنيه تم إهدارها فى فروق الأسعار الخاصة بإنشاء بعض الوحدات الصحية نتيجة لإنشائها بأسعار أعلى من السعر المتعاقد عليه، ونحو3.1 مليون جنيه لعدم الاستفادة من المنح الدولية بمستشفى الإسماعيلية العام، و7.3 مليون جنيه مهدرة بعد إنشاء مركز الفيروسات الكبدية بمحافظة السويس وعدم الاستفادة به منذ إنشائه عام 2012 نتيجة لعدم وجود لائحة لتنظيم العمل داخله، وحوالى 26 مليون جنيه فى عملية إنشاء مستشفى السويس العام. كما رصد التقرير إهدار 25.282 مليون جنيه فى عقار إنفلونزا الخنازير المنتهية الصلاحية، أما بالنسبة للتأمين الصحى، فقد بلغ العجز فى نشاط الطلاب عام 2013 ما يقرب من 25.653 مليون جنيه، ووجد طاقات عاطلة وأموال غير مستغلة بحساب الأصول الثابتة ومشروعات تحت التنفيذ بمقدار29.432 مليون جنيه عام 2013، كما بلغ مقدار المخزون الراكد الذى تم حصره نحو 3.967 مليون جنيه. من جانبه، وصف الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، توصيات التقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي رصد إهدار للمال العام بمبلغ قيمته 158.4 مليون جنيه في وزارة الصحة من العام 2004 وحتى 2012، بالممتاز، وأنه يتفق تماما مع التوصيات التي أعلنتها الوزارة والتي تحاول تحقيقها الآن وتلافى كل ما وقع في الفترة السابقة. وأوضح "عبد الغفار" أنه لتفادي إهدار المال العام، افتتحت وزارة الصحة بعض المشروعات المتعثرة مثل مستشفى "الخارجة" التي كانت مغلقة منذ فترة طويلة، وأيضا مستشفيات "سيوة" و"العريش" وغيرها من المشروعات التي كانت مهملة لفترة كبيرة.