في إطار نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي تم إجراؤها خلال الأسبوع الماضي داخل الكيان الصهيوني، فإنه لم يعد لرئيس الحكومة الحالية زعيم حزب الليكود "بنيامين نتنياهو" النفوذ المطلق على الساحة السياسية في تل أبيب كالمعتاد خلال السنوات الماضية، وهو أمر سيجبره على إشراك العديد من التيارات السياسية التي يرفضها خلال تشكيل الحكومة القادمة بعد الانتخابات البرلمانية المقرة 17 مارس المقبل. نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة أكدت أن الفارق بين حزب الليكود بزعامة "نتنياهو" والعمل برئاسة "اسحاق هرتسوج" لا يتجاوز مقعد واحد أو مقعدين على الأكثر، وهو أمر دفع رئيس الحكومة الحالية "بنيامين نتنياهو" إلى التحالف مع زعيم المعارضة "هرتسوج" من أجل تشكيل حكومة مركبة من حزب "الليكود" و"يسرائيل بيتنا" الذي يقوده وزير الخارجية "أفيجدور ليبرمان" و"يش عتيد" بزعامة وزير المالية المُقال "يائير لابيد" و "جميعنا" الذي أسسه "موشيه كحلون" مؤخرا. موقع "ديبكا" القريب من الأجهزة الاستخباراتية، كشف عن قناة الاتصال التي تم من خلالها الاتفاق بين "نتنياهو" و"هرتسوج" على تشكيل حكومة مركبة من الليكود والعمل بعد انتخابات مارس المقبل، حيث أكد "ديبكا" أن العميد احتياط "مايكل هرتسوج" شقيق زعيم حزب العمل هو القناة الرئيسية التي عبر من خلالها "نتنياهو" من أجل التوصل لهذا الاتفاق مع رئيس حزب العمل "اسحاق هرتسوج". هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين "نتنياهو" و"هرتسوج"، يبدد التحالف الذي تم تشكيله مؤخرا بين حزب العمل والحركة بزعامة وزيرة القضاء المُقالة "تسيبي ليفني"، حيث لم يتم ضمها إلى تشكيلة الحكومة المقبلة التي سوف يتم تركيبها بتوافق بين العمل والليكود ويسرائيل بيتنا ويش عتيد وحزب كحلون. وضع وزير الاقتصاد زعيم حزب "البيت اليهودي"، لم يتضح كذلك في هذا الاتفاق، لكنه على ما يبدو حتى الآن سيكون "نفتالي بينيت" خارج الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وهو أمر قد يدفعه إلى التحالف مع بعض الأحزاب اليمينية المتشددة من أجل فرض نفسه في تشكيلة الحكومة القادمة بعد انتخابات مارس المقبل، لا سيما وأن "نفتالي" أحدث مفاجأة غير متوقعة خلال الانتخابات الماضية. أوضح موقع "ديبكا" في تقرير نشره مطلع الأسبوع الجاري، أن شقيق زعيم حزب العمل نجح في إتمام هذا الاتفاق بين "نتنياهو" و"اسحاق هرتسوج"، كما أن رئيس الحكومة الحالية تعهد لزعيم حزب العمل بإسناد حقيبة المالية التي كان يشغلها "يائير لابيد" خلال الحكومة الماضية إلى أحد القيادات التي انضمت لحزب العمل مؤخرا، هذا بجانب توقف "نتنياهو" و"اسحاق" عن مهاجمة وانتقاد بعضهما البعض خلال الفترة المقبلة. في حال إتمام هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حزبي "الليكود" بزعامة "بنيامين نتنياهو" و"العمل" بقيادة "اسحاق هرتسوج"‘ فإن الحكومة المقبلة سوف تكون حدث تاريخي نادرا ما يحدث داخل الكيان الصهيوني، نظرا لسطوة التيار اليميني واليميني المتطرف على الساحة السياسية داخل تل أبيب خلال السنوات الماضية، لكنه ما زال حتى الآن ما يقرب من شهرين ونصف على موعد إجراء انتخابات الكنيست، وهو توقيت يسمح بإحداث العديد من التقلبات والتغيرات السياسية في خريطة الأحزاب داخل الكيان الصهيوني.