حلقة جديدة في مسلسل إهانة المصريين بالخارج وسط صمت مريب من الخارجية المصرية التي كانت آخر من يعلم عن خطف عدد من المصريين في ليبيا، والتي عرفت الخبر من وسائل الإعلام العالمية التي ظلت تنشر أخبارًا عن وضع المصريين في ليبيا، والذي يعتبر مسلسلاً حلقاته لا تنتهي. كان المتحدث باسم الخارجية المصرية قدقال يوم الأربعاء الماضي إن الحكومة الليبية كلفت "شخصيات وطنية مستقلة" للتواصل مع "الجماعات المتطرفة" التي قامت بخطف سبعة مصريين في مدينة سرت الليبية. وأضاف المتحدث، في تصريحاته لإحدى وكالات الأنباء أمس السبت، أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية يختطفون 13 عاملاً مصريًّا مسيحيًّا، ويقتادونهم لمكان غير معلوم، بجانب جثامين ثلاثة مصريين قتلوا في ليبيا الأسبوع الماضي، بعد أن اقتحمت مجموعة مسلحة متشددة منزل الطبيب مجدى صبحى توفيق مساء الثلاثاء الموافق 23 ديسمبر الماضي، حيث أطلقت الرصاص عليه وعلى زوجته الصيدلانية سحر طلعت رزق، ما أدى إلى مصرعهما، بينما اختطفت ابنتهما الكبرى كاترين وقتلتها، وألقت بجثتها فى منطقة صحراوية. وكالعادة اكتفت وزارة الخارجية بإصدار بيان يندد بالحادث، ويؤكد على متابعة الوضع هناك، كان نصه: "في إطار مواصلة وزارة الخارجية متابعتها لحادث اختطاف عدد من المصريين المقيمين في ليبيا في محيط مدينة سرت، وبناء على تكليف من وزير الخارجية سامح شكري، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن غرفة العمليات التي أنشأها القطاع القنصلي في الوزارة تتولى متابعة ملابسات الحادث أولاً بأول بالتنسيق الكامل مع الأجهزة المعنية في مصر والسلطات الرسمية والمحلية في ليبيا". وأضاف أن سفير مصر في ليبيا يقوم بمواصلة اتصالاته المكثفة مع المسئولين في الحكومة الليبية بمدينة البيضاء والسلطات المحلية في مدينة سرت وشيوخ وعواقل القبائل الليبية ولجنة التواصل الاجتماعي الليبية – المصرية؛ لمتابعة واقعة الاختطاف والعمل على تأمين أرواح المواطنين المختطفين لإطلاق سراحهم. وقال عبد العاطي إن الاتصالات مستمرة مع سفارة ليبيا بالقاهرة، حيث يجري السفير الليبي بالقاهرة اتصالات في هذا الشأن، كما تتواصل الوزارة مع أسر وأقارب المخطتفين؛ لإبلاغهم أولاً بأول بالمستجدات حول حادث الاختطاف. ويأتي تعامل الدولة المصرية مع هذه الحادث بشكل غريب على المستوى الدولي، والذي يتعامل بطريقة مختلفة في مثل هذه الحوادث، ويأتي حادث سقوط الطائرة الماليزية، والذي أرسلت أكثر من 9 بعثات دولية تضم أكثر من 6 دول؛ للبحث عن أي ناجٍ من هذا الحادث في المحيط الهادئ، ولكن يبدو أن الخارجية المصرية لم تعرف سوى طريقة البيانات الصحفية، ويقف دورها عند المتابعة، كأن حرمة راعيها في الخارج أمر لا يعنيها. ومن جهة أخرى قال الدكتور أحمد عز العرب إن الوضع في ليبيا خطير، وهناك تحذيرات منذ بداية تطور الأحداث هناك، ولكن هناك أيضًا مسئولية على الخارجية المصرية التي تقصر في دورها بمتابعة وضع المصريين في الخارج، خاصة في الدول التي تشهد صراعات. وقال الدكتور وحيد عبد المجيد أستاذ العلوم السياسية إن المصريين معرضون للخطر في الدول التي تشهد صراعات داخلية كالعراق وليبيا وسوريا، ولكن هؤلاء المصريين مجبرون على الاستمرار في تلك البلدان رغم الخطر الذي يهدد حياتهم في ظل الوضع الاقتصادي الذي تعيش فيه مصر منذ عقود؛ بحثًا عن مصدر رزق.