وسط احتفالات المصريين بالأعياد المتعددة والحفلات التي تقام بجميع المدن وتكلف الدولة الملايين من الجنيهات، هناك الملايين من المواطنين المطحونين الذين لا تعرف الاحتفالات لهم طريقًا؛ بسبب معاناتهم المريرة اليومية. من هؤلاء الكابتن عصام جميل، 40 سنة، والذي ينتمي لقرية "كفر ديما" التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، وهو بطل الجمهورية في ألعاب القوى للمعاقين، وحاصل على أكثر من 42 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية والعديد من البطولات على مستوي الجمهورية، منها: بطولة الجمهورية والغربية في ألعاب القوى ورمي السهم. كما أنه رفض اللعب باسم إحدى الدول الأجنبية، بعدما رآه أحد المدربين الأجانب، وعرض عليه اللعب باسم تلك الدولة. هذا البطل يعمل حاليًّا نقاشًا بالقرية تارة، وأعمال البناء تارة أخرى! يقول بطل الجمهورية "لا أجد قوت يومي لكي أصرف علي بناتي الاثنتين، ومنزلي مهدد بالسقوط؛ حيث أعيش في حجرتين في منزل آيل للسقوط، ولو سقط، لن أجد مكانًا يؤويني أنا وأسرتي. لا معاش ولا وظيفة تحميني من غدر الزمان، فقد حملت علم مصر ومثلتها أكثر من مرة، وحصدت العديد من البطولات التي لا يستطيع الأسوياء الحصول عليها، بل وكسَّبت الرياضيين في العديد من البطولات رغم إعاقة قدمي، والآن هذا هو حالي، لم أجد عملاً من الدولة أو الشباب والرياضة، ولم يسأل أحد عني. أرى الملايين تصرف في الاحتفالات بأعياد الميلاد، ولا أجد قوت يومي، ولو أصابني مرض، فسيكون مصيري التشرد أنا وأسرتي". وأضاف البطل "سوف ألجأ لبيع ميدالياتي لكي أحضر طعامًا لأولادي، وأناشد المسئولين بالدولة والحكومة مساعدتي في إيجاد وظيفة لي كتكريم لي وحماية لأسرتي من التشرد". وأكد عصام عمارة عضو مجلس محلي كفر الزيات سابقًا ومن أبناء القرية "أننا تواصلنا مع العديد من المسئولين بالمحافظة لإيجاد فرصة عمل للبطل، إلا أننا لم نوفق، ولم يسعَ أحد من المسئولين للوقوف بجانبه، وشباب قرية كفر ديما حزين أشد الحزن على حال هذا البطل الرياضي، ونأمل في تدخل رئيس الوزراء لإنقاذه هو وأسرته وإيجاد فرصة عمل شريفة له، حيث يعد قدوة للشباب في محافظة الغربية، بينما الملايين تصرف على لاعبي الكرة، ويترك الأبطال".