بدأت الجمعة الماضية في أبيدجان محاكمة السيدة الأولى السابقة في البلاد سيمون غباغبو (65 عاما)، والمتهمة ب "الإساءة إلى أمن الدولة" مع 82 آخرين من رموز النظام السابق. كان من المفترض أن تبدأ المحاكمة في أكتوبر الماضي، ولكن تم تأجيلها لأجل غير مسمى لإعادة تشكيل أعضاء لجنة المحلفين التي كان لبعض أعضائها الانتماء العرقي أو الإقليمي نفسه للرئيس الحالي الحسن وتارا، مما كان سيثير الشكوك وقت صدور الحكم. يرفض النظام تسليم غباغبو إلى المحكمة الجنائية الدولية معتبرا أنه قادر على توفير محاكمة عادلة لها داخل ساحل العاج، ويقبع زوجها الرئيس السابق لوران غباغبو في سجن لاهاي منذ أكثر من ثلاث سنوات في انتظار محاكمته بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" التي يتوقع أن تبدأ صيف 2015. تم نقل سيمون غباغبو إلى أبيدجان في الأول من ديسمبر الماضي من مكان إقامتها الجبرية في شمال ساحل العاج والذي تقبع فيه منذ نهاية أبريل 2011 وتحتجز حاليا في مدرسة عسكرية. سيمون كان لها شهرة واسعة وكانت هناك العديد من المحاولات لتدمير هذه الشهرة، حيث أنها ناضلت من أجل حرية الأفارقة وكانت من الوجوه النسائية الثورية في القارة. في حياتها الأولى، قالت انها تطمح أن تصبح معلمة ومنذ أيام طفولتها، كانت عضوا نشطا في عدة مجموعات شبابية ، سواء في المجتمع أو في الكنيسة، عملت كمدرسة في المدارس الثانوية، ، وكانت عضوا ملتزم جدا في اتحاد المعلمين، وتستخدم تعبئة المعلمين الآخرين في أنشطتها، ثم تحولت لاحقاً إلقاء المحاضرات في جامعة أبيدجان، حيث حصلت على دور كبير هناك . في سبعينيات القرن الماضي، ترأس ساحل العاج دكتاتور يدعى هوفويت بوانيي، الذي كان دمية في يد الفرنسيين، وهو من مؤيدي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فشكلت غباغبو منظمة سرية عام 1973 تعرف باسم جبهة ساحل العاج الشعبية التي ظلت تعمل في السر وبشكل غير قانوني لأنه لم يكن مسموحا أن يكون بساحل العاج أي طرف آخر غير الحكومة. بعد خمس سنوات، قالت انها تنافس لشغل منصب عضو مجلس النواب، الذي يمثل منطقة أبوبو، حيث فازت بشكل مريح، ثم انتخبت نائبا لرئيس البرلمان بساحل العاج، وفي عام 2000، تولى زوجها لوران غباغبو رئاسة البلاد ، فأصبحت السيدة الأولى في ساحل العاج، ثم تم عقد الانتخابات البرلمانية في عام 2002، وأعربت عن ترشحها للمرة الثانية في حي أبوبو لتمثيلهم مرة أخرى في البرلمان، ولكن بعض أفراد حزبها عارضوا ذلك، وبدأ منافسيها في الأحزاب الأخرى بحملات التشهير بها وبزوجها الرئيس، وكان رد فعلها انها ستتخلى عنهم وتعود للقصر الرئاسي. برغم ذلك خاضت الانتخابات وفازت من بين أربعة مرشحين، واستمرت الأحداث تتوالى في ساحل العاج، قام زعيم المتمردين حسن وتارا ، بمساعدة من فرنسا وبليز كومباوري وتسببوا في الكثير من الفوضى والدمار في الحرب الاهلية التي حدثت بالبلاد وابادت فرنسا سلاح الجو لغباغبو بعد أن قام الجنود الفرنسيون دون علم الحكومة بتدريب المتمردين سراً . حدثت الانتخابات وسط تزوير واسع النطاق وترويع الناخبين ثم بدأ الناس في النظر لسيمون على أنها هيلاري كلينتون أفريقيا ويمكن أن تنافس على رئاسة البلاد، فقام المتمردين خوفاً من تلك الدعوات بتوجيه العديد من الادعاءات والاتهامات ضدها.