ربما لإعادة اتزان الكفة بين مصر الملكية ومصر الجمهورية، تنعقد الآمال على نزاهة انتخابات مجلس النواب المقبلة فى 2015، إذ لم تشهد البلاد سوى 3 انتخابات نزيهة فقط، اثنين منها قبل ثورة 1952، وواحدة فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات. الانتخابات الأولى 1924م الانتخابات النزيهة الأولى جرت فى أجواء تاريخية بعد ثورة 1919م حيث أصدرت بريطانيا تصريح 28 فبراير الذى يعطى استقلالًا نسبيًا لمصر، و كذلك صدر دستور 1923م، و هو أول دستور يتم تفعيله في تاريخ مصر الحديث. وفى 23 يوليو 1923 ألغيت الأحكام العرفية، وخاض الوفد بزعامة سعد زغلول الانتخابات في يناير 1924م، و جاءت النتيجة أن فاز الوفد فوزاً ساحقاً و حاز علي غالبية مقاعد البرلمان. بينما نجح عدد قليل من حزب الأحرار الدستوريين برئاسة عبد الخالق ثروت. وشكل سعد زغلول وزارة برئاسته فكان أول مصري من أصول ريفية يتولي هذا المنصب و سميت وزارته بوزارة الشعب. الانتخابات الثانية 1950م في 3 يناير 1950م، فاز الوفد بأغلبية برلمانية ساحقة، و بذلك قام مصطفى النحاس باشا بتشكيل الوزارة الرابعة للوفد و الأخيرة له. وكان من مصلحة بريطانيا آنذاك أن يتولي الوفد رئاسة الوزراء، لأنه القادر علي التحكم في الحركة الوطنية بعد تدهور شعبية فاروق. أما فاروق فقد رأي أن يقوم بلعبة سياسية تحسب له بعد تدني مركزه، و ذلك بتخفيف حدة الهجوم علي الوفد و إبداء مرونة في دخول الوفد في وزارة قومية. و في نفس الوقت رأي الوفد أن من مصلحته الملاينة مع فاروق للوصول إلي الوزارة. الانتخابات الثالثة 1976م في عهد جمال عبد الناصر دخلت الحياة النيابية فترة ركود طويلة لم تخرج منها إلا عندما أعاد السادات التعددية الحزبية وقامت انتخابات 1976م و هي الانتخابات النزيهة الثالثة التي جاءت بشخصيات معارضة لسياسة السادات وخاصة اتفاقية كامب ديفيد، وانتهى الأمر بحل المجلس عام 1979 و إقامة انتخابات أخري جري فيها التزوير علي نطاق واسع لتأتي بمجلس نواب وافق علي اتفاقية السلام مع إسرائيل باستثناء صوت واحد ، هو صوت المستشار ممتاز نصار عضو مجلس النواب عن دائرة البداري أسيوط، و هي الدائرة الوحيدة التي لم تفلح الحكومة في تزوير أصواتها. وفى ظل عدم وضوح الرؤية بشأن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها بعد الثورة الثالثة للمصريين، يبقى السؤال "هل تشهد مصر الانتخابات النزيهة الرابعة لعادة إتزان الكفة بين مصر الملكية ومصر الجمهورية أم نقول إن مصر شهدت ديمقراطية فى عهود الاحتلال والملكية لم تشهدها بعد ثورتين شعبيتين قاما من أجل الحرية والكرامة الإنسانية؟".