تكررت الغارات الإسرائيلية على سوريا، حيث بلغت نحو 11 غارة خلال ال 11 عاما الماضية، أي منذ 2003، يتبعها دائما صمت دولي، وأحيانا غموض إسرائيلي، وكانت أحدث حلقة في هذا التسلسل منذ ثلاثة أيام بالقرب من العاصمة دمشق، وفي ثلاث مرات فقط اعترفت إسرائيل بمهاجمة أهداف سورية خلال يوليو ويونيو ومارس من العام الجاري. وفي هذا السياق قال موقع "جلوبال ريسيرش" إن كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل شريك بعضهما البعض في الحرب على سوريا، حيث إن إسرائيل تسقط قنابلها على الأراضي السورية وفقا لتقديراتها، ولكن هذا ليس غريبا على الدولة الصهيونية بعدوانها السافر وومارستها العنيفة منذ فترة طويلة. ويوضح الموقع أن أحدث واقعة للعدوان على سوريا، كانت ضرب مستودع في مطار دمشق الدولي، يعتقد أنه يحتوي على أسلحة إيرانية وروسية الصنع، فقد استهدفت الهجمات المنفصلة موقع تابع للجيش السوري بالقرب من منطقة ديماس العسكرية بالقرب من لبنان، وذكرت مصادر سورية ولبنانية أن سوريا تعرضت على الأقل لعشر هجات، كما أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا كان في مارس، ضد منطقة القنيطرة على الجانب السوري من الجولان. ويشير الموقع إلى أن وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، ورئيس مجلس الأمن التشادي "محمد زيني شريف"، ويقول:" تدعو الحكومة السورية لفرض عقوبات رادعة على إسرائيل والتي لا تخفي سياستها في دعم الإرهاب، ونطالب أيضا باتخاذ جميع الإجراءات وفقا لميثاق الأممالمتحدة، لمنع إسرائيل من تكرار مثل هذه الهجمات". ويضيف الموقع الكندي أن الرسالة اتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم بشعة، حيث إن ضرب الأراضي السورية أمر غير قانوني، كما طالبت مجلس الأمن بفرض عقوبات، ولكن الفيتو الأمريكي يمنع ذلك، ويلفت الموقع إلى أن روسيا انتقدت الهجمات الإسرائيلية ووصفتها بالعمل العدواني، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية "الكسندر لوكاسفيتش":" موسكو قلقة جدا بشأن هذا التطور الخطير، والظروف التي تتطلب تفسيرا لذلك". أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية "مرضية أفخم" الغارات الجوية الإسرائيلية وقالت:" يعتزم النظام الصهيوني استغلال الظروف الحرجة في سوريا، ولكن العواقب ستأتي بنتائج عكسية"، وتضيف:" تعاون إسرائيل مع الجماعات الإرهابية المناهضة لسوريا يذبح الشعب المقهور". ويلفت الموقع إلى أنه بعيدا عن الهجمات الإسرائيلية على سوريا، عثرت وحدة تابعة للجيش العراقي على نحو 10 أسلحة وذخائر في مستودعت التنظيم الإرهابي داعش، وهي إسرائيلية الصنع، وهي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها الأسلحة الإسرائيلية الصنع مع الإرهابيين في المنطقة، ففي فبراير الماضي، كشف قائد عسكري عراقي كبير أن الأسلحة المستخدمة من قبل داعش في حربها ضد الحكومة السورية والعراقية هي إسرائيلية الصنع. وفي يونيو الماضي، استولى الجيش السوري على مخبأ كبير للأسلحة والذخيرة إسرائيلية الصنع، كانت مع تكفيريين مرتبطين بتنظيم القاعدة في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس بالقرب من الحدود اللبنانية، ويلفت "جلوبال ريسيرش" إلى أن إسرائيل لم تنف أو تؤكد الهجمات الأخيرة على سوريا، ولكن الدولة الصهيونية بجانب واشنطن تدعم داعش وجبهة النصرة، والجماعات الإرهابية المناهضة للدولة، السورية. ويؤكد الموقع أنه وفقا لبعض التقارير، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يقدم فقط الرعاية الطبية لمصابي المنظمات الإرهابية، ولكن أيضا هناك شهود عيان رأوا أن السلطات الإسرائيلية تسلم صندوقين للجماعات المتطرفة في الأراضي السورية، كما فتح جنود إسرائيليون البوابة مع الحدود السورية وسمحوا لشخصين مجهولين بالدخول إلى تل أبيب. ويوضح الموقع أن الهجوم الأخير كان يستهدف أسلحة إيرانية وروسية، فمن المقرر تزويد موسكولدمشق أنظمة صوارخ دفاعية مضادة للطائرات، ومن المفرض شحنها خلال الأيام القليلة الماضية في القسم العسكري من مطار دمشق الدولي. ويختتم الموقع بقوله: بعد الغارات الجوية الإسرائيلية، في اليوم التالي التقى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مع الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" في بيروت، فيما ألمح وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعلون" ولأول مرة إلى مسؤولية إسرائيل عن الغارة التي استهدفت مؤخرا موقعين قرب دمشق حيث أكد أن "يد اسرائيل ستطال كل من يسلح أعدائها".