تجرع المواطن المصرى البسيط جميع أنواع العذاب للحصول على لقمة عيش يقتاتها، ولم تسلم براءة الأطفال من قسوة الحياة وتجرد الضمير، فى واقعة مؤسفة بطلها طفل لم يكمل العشرة أعوام، فلم يأخذ من الدنيا عبراً ودروسا بعد. بطل القصة الطفل عبد المسيح عزت، صاحب ال 10 أعوام فى الصف الخامس الابتدائي، الذى قرر فى أحد أيامه الدراسية منذ عام ونصف، أن يخرج بصحبة زملائه عقب انتهاء الحصص الدراسية؛ لشراء بعض المأكولات "لنشون وجبنه". خرج "عبد المسيح" ليواجه مصيرا لم يكن يتوقع أن يقابله فى هذا السن، كما روت والدته قائلة: «خرج ابنى ليشترى هو وزملائه بعض المأكولات، ونفذت أموالهم قبل أن يشتروا العيش، فوجدوا عربة كاروا تحمل عدد كبير من أرغفة العيش أمامهم، وكان حينها عمر عبد المسيح ما يقرب 8 أعوام ونصف، ذهبوا للعربية التى لم يروا حولها أحدا، وأخذوا 5 أرغفة لأكلهم مع ما اشتروه من مؤكولات أخرى». وأضافت: «أثناء طعامهم جاء صاحب العربة، واتهمهم بالتخطيط لسرقة العربة بأكملها، على الرغم من أنهم أكدوا له أنهم أخذوا 5 أرغفة فقط ليأكلهم لأنهم صرفوا كل أموالهم وهم الآن جائعون، فصمم الرجل على استدعاء الشرطة، واصطحب الثلاثة أطفال إلى القسم، وحرر محضرا ضدهم، وبعدها بساعات أكد لنا مأمور القسم أن المحضر تم حفظه، إلا إننا خلال اليومين الماضيين اكتشفنا أنه تم الحكم على ابنى بدخوله الإصلاحية نتيجة هذه القضية». من جانبه، قال أحمد أباظة، محامى أحد الأطفال المتهمين فى القضية، إنه عندما توجه للقسم، وجد أن الأطفال معترفون بأشياء لم يرتكبوها؛ نتيجة تعرضهم للضرب داخل القسم والضغط عليهم للاعتراف بأشياء لم يرتكبوها، مضيفا: «بالفعل تم تحرير محضر برقم 75 جنح بنى سويف لسنة 2012، وعلى الرغم من حفظ المحضر، إلا أنه تم تحريكه مرة أخرى، وبالفعل حكم بإحالة عبد المسيح للإصلاحية.