تواجه الحريات فى مصر حالة من التخبط وعدم التوازن، خاصة بين الطلاب، فبخلاف سقوط 14 قتيلاً ضحايا التعامل الأمني داخل الجامعات المصرية وفق إحصاء مؤسسة حرية الفكر والتعبير، فإن 156 من أعضاء هيئة التدريس، و415 قاصرًا من أطفال الشهادتين الابتدائية والإعدادية، إضافة إلى 2140 طالبًا بالجامعات، انظموا إلى قرابة ال23 ألف مسجون في قضايا متعلقة بالحرية فى السجون المصرية منذ 30 يونيو وفق إحصائية مراكز «براءة، وويكي ثورة، وهشام مبارك» للحقوق والحريات. «لا تنازل عن حق الطلبة».. شعار حملة «امتحنوا المعتقلين» 3340 طالبًا معتقلاً؛ منهم من امتد اعتقاله طوال العام الدراسي الماضي، ومنهم من قبض عليه في أول عامه الدراسي ولم يغادر محبسه حتى الآن، ومنهم من لم يحضر امتحانات العام الماضي كاملة، وقد يكون مصير الفصل الدراسي الأول في امتحانات هذا العام هكذا. «لا تنازل عن حق الطلبة في الحرية المطلقة، ولا تنازل عن طلب الحرية لكل الطلبة، لكن حملتنا تستهد الظرف الراهن، تستهدف جعلهم يمتحنون، تستهدف عدم ضياع سنة دراسية على المحبوسون، هناك طلبة إذا تغيبوا عن امتحانات هذا العام قد يفصلوا فصلاً نهائيًّا»، هكذا تقول مبادرة «امتحنوا المعتقلين» التي دعت إليها حركة الحرية للطلاب. الحملة ليست فقط من أجل الضغط على الدولة لامتحان الطلبة في السجون، لكن أيضًا بهدف جمع متطوعين يقومون بالإجراءات الروتينية وجمع الأوراق المطلوب تقديمها للنيابة حتى تنظر في أمر امتحاناتهم. قيادات طلابية: القانون والدستور يكفلان تكافؤ الفرص أمام جميع الطلاب يقول محمد أحمد، أحدى القياديين بحركة "الحرية للطلاب"، إن حملة امتحنوا الطلاب، تعد طريقة بسيطة من قبل الطلاب لاسترداد حق المعتقلين وتمكينهم من حضور امتحاناتهم وحفظ عام كامل من عمرهم يضيع بلا طائل. وأضاف "أحمد" أن الحركة فتحت باب التطوع منذ أيام؛ للمساعدة في الوصول إلى كافة الطلاب المعتقلين بالجامعات، مشيرًا إلى أنه سيتم تقديم البيانات المطلوبة إلى جميع نيابات المحافظات؛ للبدء من إنهاء الإجراءات اللازمة لعقد امتحاناتهم، سواء في أماكن احتجازهم أو في كلياتهم. وتابع: "القانون والدستور يكفل تكافؤ الفرص أمام الجميع، وبالتالي فإن الحملة، والموقعين على العريضة، يلزمون الدولة بكافة مؤسساتها بتحمل مسؤولية المساواة بين جميع الطلاب في حقهم في أداء امتحاناتهم عن طريق تشكيل لجان امتحان فى أماكن الاحتجاز أو توفير التأمين ووسائل الانتقال؛ لنقل الطلاب المحتجزين لتأدية امتحاناتهم فى كلياتهم". وأوضح سامح أحمد، منسق طلاب حزب الدستور، أن الدولة إذا كانت تتعنت في المحاكمات معهم ولا تريد أن تخرجهم، فعلى الأقل تخرجهم ليؤدوا امتحاناتهم. قيادات جامعية: الطلاب المخربين ليس لهم الحق في الحياة ومن الناحية الأخرى، قال الدكتور هاني عبد اللطيف، عضو المجلس الأعلى للجامعات، إن امتحان الطلاب يعد حقا أصيلا لهم، موضحًا أن جامعة القاهرة في العام الماضي امتحنت جميع الطلاب المسجونين لديها، ومضيفا أن الطلاب الذين لم يمتحنوا؛ كان بسبب عدم نقلهم إلى سجن طره لظروف أمنية. أما أحمد زراع، المتحدث الرسمي، باسم جامعة الأزهر، فرفض الحديث عن ذلك، قائلًا "الطلاب الذي يخربون الجامعات، ليس لهم الحق في الحياة، فمن يرتكبون العنف، وينتمون إلى جماعات محظورة إرهابية، ماذا ننتظر من تأديتهم للامتحانات".