جمعية الصيادين ببحري أصبحت محل جيلاتي.. وأعضاؤها يهجرون عملهم تدنت أحوال صيادي الإسكندرية، وأصبحوا يعانون من البطالة أو العمل بمهن أخرى؛ بسبب تهميش المسئولين لهم من جانب، وغياب الضمير من جانب آخر. قال مصطفى محسن، شيخ الصيادين: منذ إنشاء مبنى القوات البحرية تبدلت الحال، وخصصت مكانًا صغيرًا للصيادين لا يسمن ولا يغني من جوع، ومن آن لآخر يتم القبض على الصيادين بحجة أنهم مهربو سجائر، يوجد مافيا المزارع السمكية التي تصطاد "الزريعة" السمك الصغير بشباك صغيرة من منطقة المعدية أمام مرأى وسمع مسئولي الحكومة، إلا أن وصلت الحال بالصيادين إلى ترك المهنة والعمل بغسيل السجاد أو التسول من أجل "لقمة العيش" لأطفالهم. ولا يختلف الأمر كثيرًا بالانتقال إلى منطقة ميامي المعروفة "بجزيرة ميامي" حيث أكد عبد العزيز السيد، شيخ صيادي ميامي, أن المشكلة تبدأ بالمخلفات والعوادم التي تلقي من الشركات كشركة راكتا للورق وشركات الأسمدة بدون معالجة ومخلفات المراكب والسفن، ما جعل المياه مسممة وقاتلة للأسماك، هذه المخلفات تؤثر أيضًا على نمو "الواعر" الصخرة التي تنمو عليها الأعشاب الخضراء وتتغذي عليها الأسماك بمنطقة الصيد بميامي, وتسبب تآكل الصخور نفسها في طرد جميع الأسماك التي كانت تأتيها. واستنكر السيد أن الصياد لا يصرف معاش الشؤون الاجتماعية إلَّا بعد سن ال65 سنة وهو 240 جنيهًا، مؤكدًا أن الصياد يتآكل ويهلك قبل وصولة ال50 سنة من مخاطر البحر صيفًا وشتاءً، ومن الممكن أن "يتوفاه الله قبل أن يحصل على المعاش"، مضيفًا أنه غرق 58 مركبًا بسبب النوات، العام الماضي ولم يتم التعويض حتى الآن، وتابع: تتم سرقة الزريعة التي تباع "بالكبشة" منها للمزارع السمكية ب500 جنيه، ويكون البحر في الساعات المقررة للصيد خاليًا الأسماك؛ بسبب نحر الشاطئ، مؤكدًا أنه قدم شكاوى للمحافظة لمعالجة نحر الشاطئ ولم يهتم أحد، فضلًا توقف ترخيص الصيد منذ 20 عامًا بل يتم أخذ التصريح وتجدد الهيئة الكارنيه ب560 جنيهًا. وقال حلمي محمود: أعمل صيادًا منذ 40 سنة، وهناك الكثيرون من الصيادين المرضى؛ بسبب البحر ونواتها، من حالات فشل كلوي وحالات شلل نصفي وبتر أقدام، ولم ترعاهم الحكومة. وبالانتقال إلى منطقة بحرى والمتواجد بها المعهد القومي للبحوث والثروة السمكية وعلوم البحار، قال محمد متولي، أحد الصيادين: جمعية الصيادين الرسمية التابعة للحكومة ببحري، أصبحت محلًّا لبيع "جيلاتى عزة" وعصير القصب، حتى مستوصف الصيادين والجامع أصبح دار مناسبات، وأصبحت الجمعية حبرًا على ورق، تستقبل الدعم من أموال ومعدات الحكومة والدول الأخرى، ولا يستفيد منه الصيادون. وأضاف عبده حجازي: صيادو بحرى يجلسون على المقاهي بدون عمل؛ لمنعهم من قِبَل القوات البحرية، بسبب التدريبات والمناورات البحرية، التي تستمر ثلاثة أيام متتالية، ونحن لا نجد لقمة العيش لأولادنا. ويتابع جابر حمودة: الغطاسون من أسباب قلة الأسماك؛ لنزولهم البحر واصطياد الأسماك الكبيرة بالبندقية قبل موسم التكاثر، ووزير الزراعة عمره ما تكلم عن البحر ولا الثروة السمكية ولا اهتم بشكاوى واستغاثات الصيادين. وأكد الدكتور عادل البربري، رئيس قسم الإنتاج الحيوانى بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، أن مصر منذ 50 عامًا تلجأ للاستيراد، والأسماك المستوردة تحتوي على العديد من الأمراض، وتساءل: إلى متى سنظل نستورد؟ فمصر تستهلك العملة الصعبة وتتكاثر مافيا الاستيراد دون رقابة فتجلب منتجات رخيصة الثمن محملة بكثير من الأمراض، واستوردت مصر ب200 مليون جنيه أسماكًا من الخارج العامين الماضيين.