«قطع العلاقات تماماً مع النظام السوري» هذا ما كان قد أعلنه الرئيس المعزول محمد مرسي، في كلمة ألقاها أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا في إستاد القاهرة في يونيو 2013 الماضي، في مؤتمر «نصرة سوريا»، دعا مرسي مجلس الأمن الدولي إلى فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، كما شن هجوما عنيفا على حزب الله الذي يشارك في القتال في سوريا إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد. قال «مرسي» إن مصر قررت قطع العلاقات تماما مع النظام الحالي في سوريا وإغلاق السفارة السورية في مصر وسحب القائم بالأعمال المصري في دمشق، الأمر الذي جعل بعض المصريين يطالبون ويناشدون الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية. من جانبه قال محمد أبو زيد، المحامي بالاستئناف ومجلس الدولة، وصاحب الدعوة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية، إنه لابد من الإدراك الجازم لوحدة المصير، فسوريا هي العمق الإستراتيجي العربي لمصر وهي أحد أهم أبعادنا الأربعة «البعد الآسيوي» وهي الفناء الخلفي لمصر، مشيراً إلى أنه يقوم بمعاونة بعض الشباب لجمع توقيعات المصريين علي ضرورة إعادة العلاقات مع سوريا مرة أخرى لتقديمها للرئيس السيسي، وأن لم تصل إليه سيقوم بإرسالها علي يد محضر إن لزم الأمر –على حد قوله-. وأضاف «أبو زيد» ل«البديل» أن القيادة المصرية تعلم وتدرك أن القوى التي تحاول إسقاط الدولة السورية هي ذاتها التي تسعي إلي النيل من مصر وإدخالها في النفق المظلم، مؤكداً علي مناشدة رئيس الجمهورية بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية. وتابع: «إننا ندرك مدي محبه المصريين لسوريا واحترام القيادات المصرية للقيادات الوطنية السورية متمثلة في الرئيس بشار الأسد، متمنياً تجسيد تلك المحبة وذلك الاحترام في إعادة علم الجمهورية العربية السورية إلي مكانه الطبيعي في سماء القاهرة». وأكد الدكتور رائد سلامة، عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، أنه مع مطالبة «السيسي» بعودة العلاقات المصرية السورية فورا ودون أي شروط لأنه أمر غير منطقي أن نترك سورية فريسة للإرهاب من ناحية ولدمار حلف الناتو من ناحية أخري. وأوضح «سلامة» أنه من أبسط قواعد الأمن القومي الاستراتيجي لمصر هو أن تكون سورية في الشمال الشرقي مستقرة وهو أمر أخلاقي أيضا تفرضه علينا مبادئ العروبة، مشيراً إلي أن ما فعله «مرسي» هو خطيئة كبرى بحق الإنسانية والعروبة، حتى تنفرد أمريكا وحلفائها بتدمير الجيش والبنية التحتية لسورية وتشريد أهلها الكرام وأبناءها في كل أنحاء الأرض لضمان أمن الكيان الصهيوني ولنهب الشعوب العربية.