مستشفى"الحوامدية العام"..اسم لمستشفى عريق فقد مكانته الطبية، بعد فشل المنظومة الصحية في المتابعة والتطوير والتنظيم والرقابة، فلو وجد الأطباء لا توجد الإمكانيات، وفى هذه الحالة الأمر سواء، فوجود الأطباء من عدمه لا يفيد.. ولنأخذ معا لحظات للتجول داخل المستشفى، لنتصور"عزبة"، أو مستشفى الحوامدية..العام، وما آلت إليه من تدنى الخدمات، وأشياء أخرى يعجز اللسان علاوة على القلم عن وصفها… دخلت كاميرات «البديل» لتصور مهازل عزبة.. الحوامدية العام: عجوز يفترش الأرض داخل ممر المشفى واضعا يده على خده بعدما نفدت الأماكن المصممة للجلوس داخل قسم الطوارئ والاستقبال، طوابير المرضى في كل مكان و أمام كل عيادة، وعلى الرغم من المساحة الشاسعة التي شيدت عليها المستشفى، إلا أنك تجد والإجابة جاهزة عن سبب الازدحام، عدم وجود أطباء تكفى لعدد المرضى الكبير. غرف المشفى تحولت إلى غرف معيشية للطبخ ولوازمه، أضف إلى ذلك بعض الأجزاء المتهالكة من المباني داخل المستشفى و التي تحتاج إلى ترميم. الممرضة تقوم بتعقيم الآلات و الأدوات الطبية يدويا، وبعد كل ما تم رصده من هذه الأمور يجب على المريض أن يتخيل شكل الخدمة الطبية التى تقدم له. وعلى الرغم من عدم وجود مسئول أو مقدم خدمة يشعر بألم المريض إلا أن الكل ينظر إلى ماله فقط وما يجب أن يقدم له من حقوق فلا يوجد مسئول ينظر إلى ما يتطلبه عمله من واجبات تجاه هؤلاء المرضى الفقراء الذين اضطرتهم حوائج الزمن للجوء لمثل هذه المستشفيات. وتروى لنا " مها محمد " إحدى المريضات، مشكلتها أثناء تواجدها داخل المستشفى أمام عيادة الأسنان للكشف قائلة: "أعانى من آلام شديدة بالأسنان يصعب علي تحملها ومع ذلك فرض علي الوضع الانتظار في الطابور الكبير الذي يضم الكثير من المرضى، الذين يعانون من نفس الألم أو ربما أسوأ من ذلك ولكن هذا الوضع الاضطراري ناتج من عدم وجود أطباء كافين لكل هذه الأعداد الكبيرة من المرضي. و أضافت"مها" أن هذه الأزمة لا توجد في مستشفى الحوامدية بشكل خاص، ولكنها في المستشفيات الحكومية بشكل عام نتيجة عدم قدرة المرضى محدودي الدخل والفقراء على دفع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة. وقالت مستنكرة:"يتعاملون مع المرضى على أنهم مجرد أوراق مالية متحركة ولا شيء أكثر من ذلك، ولهذا تحدث كل هذه المخالفات التي تشهدها المستشفيات العامة نتيجة لضعف الإمكانيات المادية وتعاملهم مع المريض الفقير الذي يلجأ إليهم على أنه عبء زائد على المجتمع و ليس أنه مواطن و له حق أصيل في الحصول على العلاج على نفقة الدولة". من جانبها، قالت " أ.م " طبيبة بسنة الامتياز بمستشفى الحوامدية العام أنها تتواجد بشكل مستمر في قسم الطوارئ في محاولة لاكتساب الكثير من الخبرات حتى تتمكن من الوصول لفحص المريض بنجاح وأشارت إلى أن هناك نقصا في عدد الأطباء ببعض الأقسام الموجودة داخل المستشفى منها قسم العظام وقسم الأشعة مما يؤدى إلى انتظار المرضى فترات طويلة أمام العيادات ووجود مظاهر التكدس داخل المستشفى. وأكملت"جميلة محمد" إحدى أعضاء فريق التمريض أن هناك مشكلة تواجههم تتمثل في عدم وجود أي وسيلة مواصلات تنقلهم من وإلى المستشفى، مضيفة"يجب على المستشفى توفير وسيلة مواصلات للعاملين، حيث يتوجب عليهم الحضور في الثامنة من صباح كل يوم و هذا ما يجدونه صعبا فى ظل بُعد أماكن إقامتهم . وفي تصريح ضم نفيا لكل ما سبق، أكد الدكتور"عبد العاطى حامد " مدير عام مستشفى الحوامدية العام، أنه لا صحة لمقولة نقص عدد الأطباء هناك وأن المستشفى تقوم بتقديم خدمة طبية جيدة للمرضى حيث تقوم باستقبال ما يقرب من 2000 حالة في العيادات الخارجية و 500 مريض فى قسم الاستقبال والطوارئ يوميا. وقال:" نقوم بتقديم الخدمة العلاجية لعدد كبير من سكان القرى المحيطة بها بدءا من المنيب حتى محافظة بنى سويف، مشيرا إلى أن مباني المستشفى بحالة جيدة وهناك وفرة في الأجهزة والآلات الطبية وأن الوزارة تقوم بتوفير جميع المستلزمات التي يحتاجها المشفى".