في سابقة هي الأولى.. شيع الآلاف من أبناء محافظة المنيا جنازة الشيخ "الدماريسي" أحد أقطاب الصوفية بالطبل والزغاريد وسط تصفيق حار وتكبير وتهليل وترديد "لا إله إلا الله". وعن سبب تشييع الجنازة بتلك الصورة، أكد عدد كبير من المشيعين أنهم عقب وضع رفات الفقيد داخل عربة الإسعاف، فوجئوا بتسريب الهواء من إطارات العربة، وعندما أخرجوه منها، عادت الإطارات كما كانت في إشارة لكرامات الميت حتى عند موته ورفضه أن تشيع جنازته داخل عربة إسعاف، وانطلقت تهرول في سيرها بشوارع المنيا، ما دفع المشيعين للتصفيق والتهليل والضرب على الطبول، ودفع السيدات لإطلاق الزغاريد. يقول أبو المكارم المحمدي الشاذلي "صليت على جنازة الشيخ الفقيد بمسجد سيدي أحمد الفولي على كورنيش المنيا، وفوجئت بعد الصلاة أن الجنازة تتوقف في مسارات شتى وتقف أمام مساجد أولياء البلدة، متحركة بالمشيعين عكس اتجاه مدفنه تمامًا، وكأن الفقيد يودع أحبابه من الصالحين الوداع الأخير وسط تعجب حاملي النعش والسائرين خلفه، حتى إننا مشينا خلفه في أغلب شوارع المنيا، ثم توجه إلى مكان مغاير تمامًا لمدفنه؛ ليكون مثواه الأخير في حجرة خالية لصيقة بساحة بعض السادة الرفاعية بمنطقة تسمى الزاوية شرق النيل، وقد علا ذكر الله ألسنة الحضور وسط استبشار وفرحة وذهول مما يحدث، ولولا أني رأيت بعين رأسي ما صدقت". الشيخ "محمود عبد الرازق الدماريسي المحمدي الرفاعي" أحد أبناء ناحية دماريس ببندر المنيا، توفي عن عمر يقارب المائة عام، وصعدت أنفاسه الأخيرة بساحة العشيرة المحمدية بالإسكندرية، بعد أن شرفها بالإقامة فيها آخر أيامه بين يدي أحبابه ومريديه، وهو مشهود له بالصلاح والسعي في الخيرات كرد المطلقات والإصلاح بين المتخاصمين وإبعاد الناس عن الرذيلة والمنكرات.