مجددا يتفوق الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على نظيره الأمريكي "باراك أوباما" للسنة الثانية على التوالي، حيث جاء في المركز الأول في تصنيف مجلة "فوربس"، وهي المرة الثالثة خلال ولاية "أوباما" التي يخسر فيها الرئيس الأمريكي المرتبة الأولى، حيث خسرها مرتين أمام "بوتين"، ومرة أمام الرئيس الصيني "شي جينبينغ". هذا التصنيف الذي وضعت فيه مجلة "فوربس" الرئيس الروسي في صدارة قادة العالم، سلط الضوء على العلاقات بين موسكووواشنطن خلال السنوات القليلة الماضية، حيث عادت الحرب الباردة مجددا بين روسياوأمريكا بعد اشتعال احتجاجات القرم واستفتاء انضمام شبة الجزيرة إلى روسيا، بجانب إعلان "أوباما" نيته التدخل عسكريا في سوريا والتى تراجع عنها في اللحظات الأخيرة، خوفا من التورط في عملية غير محسومة النتائج. سوريا لم تكن محطة الخلاف الوحيدة بين واشنطنوموسكو في منطقة الشرق الأوسط، فعلاقات مصر مع أمريكا منذ مطلع شهر يوليو 2013 أصابها العديد من الاضطرابات نتيجة تردد الإدارة الأمريكية في تحديد موقفها من الاطاحه بالرئيس الأسبق "محمد مرسي"، مما شكل نفورا ضدها في طرفي النزاع، على عكس روسيا التي فضلت الوقوف بجانب القاهرة وظهرت كحليف للجيش المصري خاصة بعد تأجيل واشنطن إرسال بعض المعدات العسكرية للقاهرة، كما كان لزيارة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لموسكو أثر كبير على الإدارة الأمريكية، وبدأ الحديث يتزايد عن تحالف روسي- مصري يضرب مصالح الإدارة الأمريكية في القاهرة والشرق الأوسط. في ما يخص إيران وعلاقاتها مع موسكووواشنطن، فإنه وبرغم الإنفراجة الأخيرة في العلاقات الأمريكيةالإيرانية، فإنه تظل روسيا الأقرب إلى طهران، نظرا لوجود عدة تفهمات مشتركة حيال العديد من قضايا الشرق الأوسط، لا سيما في صدارة هذه المصالح الوضع في سوريا، حيث تدعم طهرانوموسكو النظام السوري القائم هناك بعكس واشنطن التي تساند المعارضة والجماعات المسلحة، أضف إلى هذا موقف روسيا من البرنامج النووي الإيراني وما تبذله من مجهودات لعرقلة إتخاذ قرارات أكثر تشددا حيال طهران. اليمن تعتبر المحطة الرابعة في منطقة الشرق الأوسط، حيث في الوقت الذي تنأى فيه روسيا بنفسها عن التدخل في الصراع الدائر باليمن، تصعد الولاياتالمتحدةالأمريكية من الغارات التي تشنها عبر الطائرات بدون طيار والتى يقتل فيها آلاف المدنيين بالبلاد، مما يغذي مشاعر الكراهية ضد أمريكا، كما أن الخراب والدمار الذي يحل على البلاد التى تنوي الإدارة الأمريكة التدخل فيها، كان من دواعي سقوط شعبية "أوباما" حيث أنه لم يستطع أن يثبت أنه رجل السلام مثلما كان يدعى، فلم تعد العراق أو أفغانستان أفضل حالا بعد التدخلات الأمريكية. مجلة "فوربس"، قالت في تقريرها حول أقوي قائد في العالم إن الرئيس "بوتين" حافظ على صدارته للقائمة للعام الماضي، حيث تمكنت موسكو خلال هذه الفترة من ضم شبه جزيرة القرم، فضلا عن النتائج التي أحرزتها في الأزمة الأ وكرانية، أضف إلى هذا كله توقيع اتفاق بناء أنبوب غاز بقيمة مليارات الدولارات مع الصين، حيث وصفت المجلة هذا الاتفاق بأنه أكبر مشروع بناء في العالم. وتساءلت المجلة "بالتالي من هو الأقوى، رئيس لديه سلطة مطلقة في دولة متآكلة لكنها لا تزال مشاكسة، أم رئيس مقيد اليدين لأقوى دولة في العالم؟"، وأضافت أنه "للسنة الثانية على التوالي، تصب أصواتنا لمصلحة الرئيس الروسي كأقوى شخص في العالم وبعده الرئيس الأمريكي باراك أوباما.