قالت مؤسسة "جاتستون" البحثية إن تركيا الحالية لم تعد نموذجا جاذبا للعالم الإسلامي، بل أصبحت في عدائية مع عدد من هذه البلدان مثل سوريا ومصر والسعودية والأرن والإمارات العربية وإيران، كل هؤلاء في نفس الوقت. وتشير إلى البرقية التي أرسلها "جيمس جيفري" السفير الأمريكي في تركيا عام 2010، إلى واشنطن وصف فيها تركيا بأنها دولة لديها طموحات عالية لكن موارد محدودة، وقد أثبت الوقت هذا، ففي 2009 و2010 كان "رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء في ذاك الوقت يشبه النجوم والمشاهير وسط عواصم العالم العربي، مثل دمشق وبيروت والقاهرة، وهم نفس أعداؤه اليوم، وتوضح أن شهرة "أردوغان" كانت راجعة لسبب واحد وهو كرهه المستمر لإسرائيل، وكانت هذه الشهرة تغذي حلم "أردوغان" الذي حلم به طوال حياته بإعادة إحياء الامبراطورية العثمانية ضاما كل الدول التي كانت تحت رايتها في السابق. وكان الدليل أن في 2008 بعد فوزها ب151 صوت من أصل 193 من أعضاء الأممالمتحدة بمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي، وهكذا ظنت تركيا أنها ستستطيع تعزيز نفوذها في المنطقة والعالم، حيث قال وزير الخارجية حينئذ إن الفوز بالمقعد يعد مؤشرا على أن رؤية وتأثير وإدراك تركيا في التزايد، ويظهر كيف ينظر المجتمع الدولي بإيجابية نحو تركيا، لكن في 16 أكتوبر هذا العام تركيا دخلت السباق على المقعد الذي فازت به في 2008 لكن تغلبت عليها نيوزيلندا وأسبانيا. وقد دافع وزير الخارجية التركي الحالي بكل بسالة عن الهزيمة قائلا إن هناك من قد يكون منزعجا من موقفهم المبدئي، وتبين أن في التفكير التركي هذه الهزيمة اعتراف بقصة نجاح تركيا، وأن الدول الأخرى تحسدهم عليها. وتشير إلى أن الآن تركيا منعزلة بشكل سيء عن بقية العالم الإسلامي التي كانت فيه يوما ما النجم الأكبر، ولكن قادة الدولة لديهم كل الثقة بحسابات سياستهم الخارجية الفاشلة والمأسوية معظم الأحيان، ويلومون أيا ما يحدث من مساوئ على النظام العالمي الخاطئ، ويشككون بشرعية المؤسسات الدولية، ويتهمونهم بأنهم السبب في كل ما يحدث لهم من مساوئ.