تقول صحيفة "ذا ناشيون" الباكستانية إن إحلال السلام في أفغانستان يمثل تحديا للعديد من البلدان، وخاصة البلدان التي تتاخمها على الحدود، فهناك فقط الشريط الضيق "واخان" الذي يبلغ 76 كم رابطا بين الصينوأفغانستان، لكن المسلحين استغلوا هذه الحدود التي من السهل اختراقها للعبور ما بين الدول وإجراء أنشطة إرهابية وانفصالية، حيث قاموا بشن هجوم على مدينة كونمينج الجنوبية الغربية الأسبوع الماضي، وهذا أسفر عن مقتل 29 شخص على الأقل وإصابة نحو 140، لذا ستعمل الصين مع المجتمع الدولي لتحقيق المصالح السياسية وإعادة إعمار أفغانستان. وتضيف أنه على الرغم من أن بكين وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية مع كابول العام الماضي، فالصين تتجنب الجغرافيا الساسية في سياساتها تجاه أفغانستان، فتاريخيا تفتقر الصين لكيفية التعامل مع المشاهد السياسية المعقدة في أفغانستان، وقد عقدت أمالا كبيرة على الانتخابات الرئاسية الأفغانية ستأتي بالسلام والاستقرار والمصالحة. وتوضح أن المصالح الصينية في أفغانستان أساسها الضرورات الاقتصادية والثقافية والعرقية، فالصين تفضل أن ترى أفغانستان مستقرة ومزدهرة بوضع حد للحرب والصراعات التي تزعزع استقرار غرب الصين، فالدولة لديها قلاقل جدية حول أمنها في شينجيانج، لذا استقرار أفغانستان يعد ضرورة لها، لذا هناك حاجة لنهج إقليمي جماعي بين الصينوأفغانستانوباكستان لتعزيز السلام في المنطقة. وفي خطة الصين الجديدة للتخالط الأسيوي، أفغانستان هامة جدا، فهي في مركز الطرق الاقتصادي الصيني، فالصين في اتجاهها نحو عملية دبلوماسية اقتصادية بأفغانستان، تحضر لتطورات معدنية منذ 2001، حيث قدمت لها مساعدات بقيمة 250 مليون دولار. وتبين أنه من أجل تعزيز التجارة وقعت البلدين اتفاقية تعاون اقتصادي ثنائية في عام 2006، حيث أن الصين واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لأفغانستان، ومن الممكن أن توفر باكستان طريقا جذابا لأفغانستان من أجل صادراتها وواردتها من الصين وهذا عبر طريق "كاراكوروم" السريع. وقد عرضت بكين مؤخرا 1.6 مليون دولار من المساعدات الإنسانية إلى كابول حتى تستطيع السيطرة على الأضرار الساحقة بالبلاد.