أصيب الطالب حسين محمد منصور، البالغ من العمر 19 سنة، إثر حادثة انفجار أنبوب أكسجين أثناء فترة تدريبه بمركز الكشافة البحرية بالإسكندرية، وتم نقله مباشرة إلى المستشفى الأميري العام، حيث أجريت له عملية بتر لساقيه. اتهمت راوية علي محمد، والدة الشاب المصاب، خلال لقائها بال "البديل"، إدارة نادي الكشافة البحرية، بالإهمال، الذي أدى إلى الانفجار، نتيجة عدم الكشف عن صيانة الأسطوانات، مؤكدة أن الانفجار حدث في منتصف الأنبوب وليس في السدادة، ما يثبت أن السبب ليس خطأ في التعبئة كما ادعى المركز. وأضافت أن الانفجار وقع قبيل خروج نجلها من غرفة شديدة الضيق، والتي تحتوي على 28 أسطوانة أكسجين، حيث كان قد عاد لها مرة أخرى بعد مغادرتها والمدرب الذي كان يرافقه لإحضار جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. والدة منصور:إدارة المركز حاولت إخفاء تاريخ الصلاحية.. ومدير الكشافة: بحثنا عنه وقدمناه للشرطة وتابعت:" أنا ابتليت في ابني والحمد لله شباب زي الفل يتصاب إزاي، حرام"، مشيرة إلى أن إدارة مركز الكشافة حاولت العثور على الجزء الذي يحتوي على تاريخ صلاحية الأسطوانة، والذي سقط في البحر عقب الانفجار، عن طريق غواصيها، إلا أن النيابة أحرزته. والدة منصور: مستشفى الميري لم تقصر.. والشاذلي: مستشفى الميري "مافيا" وهي المسئولة وأضافت أن منصور أصيب بتسمم في الدم نتيجة تسرب الأكسجين إليه، تم نقل 24 كيس دم إليه خلال 4 ساعات فقط، وجرح عمقه 5 سنتيمتر في الرأس وكدمات بالقفص الصدري، بالإضافة إلى بعض الخدوش، بخلاف بتر فخذيه بالكامل، نافية في الوقت ذاته حدوث أي تقصير من قبل مستشفى الميري العام تجاهه، حيث سعت لإسعافه، إلا أن فخذه الأيمن كان في حاجة إلى إجراء عملية تثبيت قبل بتر الساق، لكن عدم توافر تكلفة الجهاز، أدى إلى بترها بالكامل، رغم إجراء عمليات لإسعافه. والدة منصور تطالب الكشافة بتوفير ساقين صناعيتين وتوفير العلاج لنجلها وطالبت والدة الشاب المصاب، مركز الكشافة بتحمل نفقات علاج نجلها وتوفير ساقين صناعيتين له، مضيفة :"ربنا فدى بابني ناس كتير كانوا هيتفجروا كلهم "28 أسطوانة أكسجين" فيهم.. ومش هسكت عن حق ابني وأكتر من كدة مش عايزة ويمشي على رجليه بأحدث أجهزة ويسفروه ولا عايزة جنيه ولا مليون"، مشيرة إلى أن عددا من المحامين الحقوقيين يتواصلون معها، إلا أنها لم تحدد موقفها من إقامة دعوى من عدمه. وقع الحادث يوم الأحد الماضي، وتوجه إلى منزله أمس الخميس بعد إجراء عمليات جراحية له، ويدرس في الصف الرابع الثانوي الصناعي، ويعمل بأحد المطاعم بعد انتهاء الدراسة، ويقوم بالتدريب على رياضة الغوص في أيام الإجازات، والتي حاز خلالها على نجمتين لتفوقه، وكان على مشارف نيل الثالثة لولا الحادث. وقال نبيل الشاذلي، مدير مركز الغوص، إن المركز أرفق شهادة مختومة برقم التانك من شركة اختبار أسطوانات الأكسجين في شهر أغسطس الماضي، تثبت أنها صالحة لمدة عام من تاريخ اختبارها بمحضر الشرطة، مؤكداً أن أي تقصير يقع على عاتق الشركة وعليها تحمله لأنها من أجرت الاختبار وأكدت صلاحية الأسطوانات. وأضاف أن القانون ينص على ضرورة إجراء الاختبار كل عامين، إلا أن المركز زيادة في الحرص يقوم بتلك العملية كل عام، مضيفًا أن محمد –الشاب المصاب- كان يتدرب على كيفية ملء الأسطوانات، وقام بملء 4 تانكات والخامس انفجر، كما أن ال 24 أسطوانة الأخري بنفس الحالة. وتابع الشاذلي:"عملنا اللي نقدر عليه كأشخاص والولد بيتعلم عندنا وعملنا الواجب معاه عشان ربنا مش حاجة تانية وأهله طلبوا مساعدات دم وكل زملائه اتبرعوا، وطلبوا فلوس قبل العمليات وعملنا الواجب.. وكنا معاه من الأول للآخر". ووصف مستشفى الميري بأنها "مافيا" تثير حالة من الريبة والشكوك، حيث طلبت مبلغ 2200 جنيه لتثبيت الفخذ، متسائلاً :"نفرض لو المبلغ مش متوفر مش هتعملوا العملية للولد؟" إلا أن من المتضح أنهم لم يحضروه من خارج المستشفى كما ادعوا، لأنهم أجروا عملية البتر. وأكد الشاذلي أنه تكفل بنفقات العملية، التي بلغت 5 آلاف جنيه لنقله إلى أحد المستشفيات الحكومية بعد النصيحة التي قدمتها الطبيبات لتلوث الميري، فمن يدخلها مفقود ومن يخرج منها مولود، وإثارتهم الريبة في نفوس والديه، إلا أنه فوجئ بعد يومين بأنه مازال محتجزا بغرفة العناية المركزة بمستشفى الميري. وفيما يتعلق بالإجراءات القانونية، نفى الشاذلي مسئولية المركز عن الحادث، مؤكدًا في ذات السياق أنه لن يقاضي شركة اختبار الأسطوانات، حيث إن التلفيات التي وقعت بالمركز انحصرت في خلع باب الغرفة من الجدران وأخرى بشاحن ضاغط الهواء وتم إصلاحه، مؤكدًا أنه كلف الغواصين بالبحث عن الجزء المفقود من الأسطوانة لتقديمه إلى الشرطة كدليل إثبات صحة أقواله.