الطالب حسين محمد منصور، 19 عامًا، ضحية جديدة من ضحايا الإهمال وعدم اللامبالاة داخل مراكز الغطس، فقد قدميه، بسبب انفجار أسطوانة، أثناء تدريبه بمركز الغوص بنادى كشافة بحرى بالإسكندرية.. وأصبح الآن معاقا دون أرجل وذلك فقط لأنه عشق الغطس وقرر أن يذهب لأشهر مراكز الغطس بالإسكندرية. وأكد أصحاب الطالب أنه أصبح فى غضون أشهر قليلة من أشهر غطاسى المركز، وحصل على نجمتين وكان فى طريقه للحصول على الثالثة، وهى آخر مرحلة ليصبح غطاسا معتمدا، لكن الحظ لم يكن حليفه، عندما طلب منه مدير المركز أن يدخل مخزن أنابيب الأكسجين لإخراج الأنابيب استعدادًا للتدريب، فانفجر عدد كبير من الأنابيب وهو داخل المستودع، ما أسفر عن إصابته إصابة بالغة، موضحين أن المدير قام بنزع الكارنيه الخاص بالطالب والمعلق فى صدره قبل أن يبلغ الإسعاف، والتى طافت مستشفيات الإسكندرية فى حاله من الرفض الشديد لاستلام الحالة. وأضاف أحد الموجودين بالمستشفى فى زيارة الطالب، أنه كان متواجدًا أثناء الانفجار وأن الواقعة بدأت عندما كان يحضر "حسين" أحد تدريبات الغوص الخاصة به، وعندما ذهب لإحضار أسطوانة غطس من مخزن المركز انفجرت فيه متسببة إحداث إصابات مختلفة، وذلك بسبب انتهاء صلاحية تلك الأسطوانات. واتهمت والدة الطالب، إدارة المركز بالإهمال وبتدوين تاريخ صلاحية مزيف على التانكات، بعكس تصريحات مدير المركز وبعكس تواريخ الصلاحية الأساسية المدونة على التانكات، والتى تم إثباتها فى محضر الشرطة، مضيفة أن زملاء ابنها، نقلوه سريعًا من مقر «نادى الترسانة»، بمنطقة بحري، إلى المستشفى الأميرى الجامعي، بعدما كانت إحدى قدميه انتهى أمرها. وأشارت إلى أن إدارة المستشفى طالبتهم بشراء جهاز "تثبيت فخذ" من مركز طبى خاص، متهمة الكابتن نبيل الشاذلي، مدير مركز الغوص بالتباطؤ فى شراء الجهاز، ما تسبب فى استمرار تهتك شرايين القدم الأخرى، ليدخل حسين غرفة العلميات ويخرج دون قدميه. وقالت والدة الغواص: "أعمل إيه بالفلوس؟ حتى لو إدارة النادى عرضت علينا فلوس إحنا مش هنسكت على الإهمال، هى الفلوس هترجعلى رجلين ابني؟ أنا عايزة المركز يتكفل بمصاريف علاج حسين حتى لو اضطر يسافر بره عشان يركبوله أطراف صناعية". وأضافت أنها بعدما قامت بتسجيل حلقة تليفزيونية مع أحد البرامج أخبرتها إدارة القناة أن رئاسة الجمهورية تعاطفت مع حالة ابنها، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى قرر استكمال علاجه على نفقة الدولة، وسفره لألمانيا لتركيب أطراف صناعية له، وأنها فوجئت باتصال من المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، يؤكد لها أن الوزارة أصبحت من اليوم مسؤولة عن استكمال علاج نجلها، لحين تركيب أطراف صناعية. من ناحيته، أكد الطالب المصاب، أنه على الرغم من خروجه من المستشفى الميرى الجامعي، إلا أنه مازال يشعر بألم وتورم فى قدميه، وهو ما أكده الطبيب المشرف على علاجه بالمنزل يوميًا، إلا أنه لاحظ أن الجرح لم يتم تنظيفه جيدًا بعد العلمية، ولذلك تورمت قدماه، ما دفعهم لنقله إلى مستشفى خاص. فيما نفى نبيل الشاذلي، مدير مركز الغوص، مسؤولية نادى الكشافة عن الحادث، مؤكدا أن حسين سبق وأن حصل على أول "نجمتين" فى الغوص، وبدأ التأهل للحصول على النجمة الثالثة، وأنه عندما انتهى من شحن 4 أسطوانات، وبدأ فى شحن الأسطوانة الخامسة، وبسبب خطأ ما ارتكبه انفجرت الأسطوانة فيه، ما أدى لإصابته، مشيرا إلى أن زملاء حسين والذين تواجدوا فى النادى وقتها نقلوه سريعا إلى المستشفى الأميرى، وعندما علم بالحادثة ذهب هو أيضًا للمستشفى وظل بجانب أسرة الطالب، حتى دخل غرفة العمليات وخرج منها بعد أن تم بتر ساقيه. وأكد الشاذلى عدم صحة أقوال والدة «حسين» حول عدم صلاحية التانكات، موضحًا أن الأدلة الجنائية حضرت بنفسها لموقع الحادث وتأكدت بالمستندات والإيصالات من أن ال24 أسطوانة الموجودين بالمخزن جميعها تم صيانتها فى شركة «الغازات الصناعية»، وتمت إعادتهم مرة أخرى للنادى فى شهر أغسطس الماضى بصلاحية تدوم عامًا كاملاً. شاهد الصور: