مئات الآلاف يستغيثون: العبارات متهالكة.. أنقذوا أرواحنا ببناء كوبري علوي المعديات النيلية بسوهاج أو كما يطلق عليها "النعوش العائمة" الوسيلة الوحيدة للكثير من القرى والجزر النيلية بالمحافظة، والتي يحيا عليها مئات الآلاف من المواطنين ويحمل الكثير منهم روحه على كفه كل صباح ومساء عندما يقوم في الصباح ليتوجه الي عمله أو العودة وفضلا عن طلاب المدارس أو الجامعات ،الجميع يعاني نفس المعاناة ويشربون من نفس الكأس "كأس الخوف والرعب " عندما يستقلون "العبارة " لتقلهم من بلدتهم إلي الجهة الأخرى والعودة انتقلت "البديل"، وعاشت مع أهالي قرية الخزندارية بطهطا رحلة الموت كما يطلقون عليها ذهابًا وعودة. في البداية يقول علاء بيومي "موظف" إنه يعيش يوميًّا رحلة عذاب حتى يتمكن من الذهاب إلى عمله في مدينة طهطا أو سوهاج أو السفر إلى أي مكان، أهالي الجزيرة معزولون تمامًا عن المحافظة وعن الدنيا، حيث يسرع الجميع للعودة إلى المنازل قبل أن تدق عقارب الساعة تمام الخامسة مساء، حيث لا توجد أي وسيلة مواصلات أخرى بعد توقف العبارة عن العمل، وهو ما يؤدي لحدوث كوراث، مثل المشاجرات بالأسلحة النارية، وتعرض أحد المواطنين لطلق ناري أو إصابته بأي إصابة، فلا يجد أحدًا ينقذه، ويكون الأمر صعبًا وخطيراً في حالة نشوب حريق بالجزيرة، وهو ما قد يحدث في أي وقت، ويتطلب سرعة وصول سيارات الإطفاء من أجل إخماد الحريق وإنقاذ الأرواح والممتلكات. وتساءل: إلى متى يظل الأهالي المقيمون في مثل هذه القرى والجزر يعانون الأمرَّين في الحركة والانتقال من وإلى الجزيرة، خاصة في ظل وجود عبارات قديمة ومتهالكة تنقل المواطنين والبضائع والمواشي والسيارات والتكاتك، تعرض حياة أهالي الجزر للخطر؟! ولماذا لا يتم إنشاء كوبري علوي لربط الغرب بالشرق؟ وقال محمود عبد الله إنه لا يستطيع وصف الحالة التي يكون عليها أي مريض يحتاج للعلاج السريع، ويضطر الانتظار لأكثر من 3 ساعات، حتى تأتي العبارة ويستقلها للبر الآخر، مشيرًا إلى إمكانية حدوث كارثة كبري إذا تعطلت هذه العبارة، حيث تتوقف الحياة تمامًا، ويصبح سكان الجزيرة في عزلة عن العالم، مؤكدًا أن المعدية لا توجد بها وسائل أمان كافية، وتحمل بجانب المواطنين حمولات تزن الأطنان يوميًّا، فضلاً عن السيارات المحملة بالبضائع والتي تزيد حمولتها لأضعاف مضاعفة من المسموح به؛ مما يشكل خطورة على حياة المواطنين. وتكلم سعد رمضان "مدرس" عن مشكلة أخطر، وهي أنه يضطر في حالة حدوث عطل للعبارة للجوء إلى المراكب واللنشات، وهي أخطر مائة مرة من العبارة، فضلاً عن قيام أصحابها باستغلال الموقف، فيحصلون رسومًا زائدة عن التي يتم دفعها في العبارة، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًّا على كاهل الموظف ورب الأسرة، خاصة وأن معظم أهالي الجزيرة موظفون وعمال، ودخولهم اليومية أو الشهرية متدنية للغاية. ويؤكد السيد علي همام أن العبارة في عطل مستمر، وأنها تعمل يومًا، وتتوقف 3 أيام وأن المرسى الشرقي والغربي غير صالحين لعملية الإرساء عليهما، وأنه تم مخاطبة المسئولين ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا، ولكن "أذن من طين والأخرى من عجين"، مشيرًا إلى أنه بسبب سوء المرسى وقعت أكثر من حادثة، حيث سقط عدد من السيارات غرقًا في نهر النيل وتعرض من كان بداخلها للموت والإصابة، لذلك يطالب بسرعة إنشاء كباري علوية تربط جميع الجزر النيلية بالجهتين الشرقية والغربية للمحافظة.