في خطوة جديدة بمثابة إلقاء حجر فى المياه الراكدة على صعيد دول الاتحاد الأوروبي، اعترفت السويد بدولة فلسطين، لتنضم إليها فرنسا وتعلن عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين قريبًا، بينما لم يجد الكيان الصهيونى سوى كارت استدعاء السفير السويدي لديها وتوبيخه على القرار. ويشهد مجلس العموم البريطاني الاثنين المقبل، تصويتاً على اقتراح تقدم به النائب العمالي، غراهام موريس، يدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين. من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين، الكاتب والمحلل السياسي، إن ما حدث نتيجة لنجاح الدبلوماسية الفلسطينية وصحوة للضمير الدولي، وعدم القدرة في استمرار بعض الدول على استيعاب النهج الإسرائيلي وغطرسة الاحتلال الممارسة على العالم تجاه الحقوق الفلسطينية. وأضاف "الحرازين" أن هذا الحراك الدبلوماسي الدولي، يصب في المصالح الفلسطينية، ويعد عاملا إيجابيا من أجل الوصول للحقوق الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدسالشرقية، بالإضافة لعودة اللاجئين وحل قضيتهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. ولفت إلى الجهد الدبلوماسي الذي بذله الرئيس الفلسطينى خلال الفترة الماضية حتى بدأت تتغير المواقف الدولية، خاصة الدول الاوروبية الكبيرة، ما سينعكس إيجابا على بقية الدول الأوروبية التي تسير في نفس الاتجاه إذا صدر قرار بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين، الذي سيترتب عليه مزيداً من الاعترافات والدعم الدولي للمطلب الفلسطيني في الاممالمتحدة بدولة فلسطينية كاملة العضوية وإنهاء الاحتلال، مؤكدا أن هذا عاملا إيجابيا يكلله إجماع دولي للمطلب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال. وأوضح المحلل السياسي أن جرائم إسرائيل وانتهاكاتها وخروقاتها للقوانين الدولية، أدى إلى صحوة الرأي العام الدولي، والابتعاد عما تسوقه دولة الاحتلال بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وأنها دولة مضطهدة، مؤكدا أن كل هذه الأمور لم تعد تنطلي على المجتمع الدولي من خلال الشهادات الحية من المسؤولين الأجانب والمتطوعين الذين شاهدوا بأعينهم حجم الجرائم الإسرائيلية. وتابع: لم يعد مقبولاً أن تبقى دولة الاحتلال مستمرة في غطرستها وعنجهيتها، وعدم قبولها المبادرات الدولية بالتوصل إلى سلام، بالإضافة الى عدم موافقتها على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، في تحد فاضح للإدارة الامريكية وللمجتمع الدولي، بإعلان دولة الاحتلال عن بناء 2610 وحدة استيطانية جديدة في القدس، الأمر الذي اثار استياء العالم أجمع، راغبين فى حل القضية الفلسطينية وإنهاء الأزمة، والتركيز على مواجهة الإرهاب. واستطرد: الدول الأوروبية خروجت من حالة الصمت أو اللا موافقة واللا ممانعة، مطالبة بإقامة دولة للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال من خلال مجموعة من الاعترافات بدأتها مجموعة من دول أمريكا اللاتينية، والآن الدول الأوروبية تتجه نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونأمل أن يكون هناك قرار أوروبي متكامل من كافة الدول المنطوية تحت لواء الاتحاد الاوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. على الجانب الآخر، قال المهندس محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، إن ما يجري عبارة عن محاولة لسحب البساط من تحت أقدام المقاومة الفلسطينية والانتصار النوعي الذي حققته المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير، بالتركيز على الطرف الآخر المتمثل في السلطة الفلسطينية وأبو مازن من خلال تثمين مطالبه لكي يظهر للرأي العام بأنه المُعبر الفعلي عن القضية الفلسطينية والتزامها باتفاقية أوسلو وكل اتفاقيات السلام مع إسرائيل. وأردف: كل ما يظهر لنا بأنه ضغط أوروبي عالمي على دولة الاحتلال لصالح الفلسطينيين، ليس صحيحا، بل على العكس تجريد الشعب الفلسطيني من أي استحقاقات للنصر، لافتا إلى أن فكرة شن حملة دولية للحديث عن الحقوق الفلسطينية، ليست جديدة، إلا أنها تظهر دائما عندما يصل الصراع إلى لحظات متأزمة مثل انتفاضة الحجارة 1987، وانتفاضة الأقصى 2000، وبعد الرصاص المصبوب والعمليات الاستشهادية التي كانت تتم في التسعينيات، وسينتهي ذلك بعد شهور وستخمد هذه الحملة. واختتم "محمد": أن يكون هناك اختراق لبعض الدول الأوروبية من قبل العرب والفلسطينيين بحيث يكون هناك تغير في المواقف أو البعد عن إسرائيل، فذلك شىء إيجابي يجب أن نثمنه ونستثمره، إلا أنه يجب أن نتذكر بأن من صنع السلطة الفلسطينية هى أمريكا وإسرائيل من أجل تلبية أهداف دولة الاحتلال وإضفاء الشرعية على الاحتلال وتقليص المطالب الوطنية والحقوق المشروعة.