أكد "لون تشانج" أستاذ الحضارة الصينية بجامعة سيرجي بونتواز أن حركة الاحتجاجات الحالية في هونج كونج تم الاعداد لها لمدة عام وتعبر عن الاحباط المتراكم على مدى عقود، لافتًا إلى أن الحركة قد تتراجع وهي تأخذ شكل الاحتجاج في الشارع ولكن الغضب الشعبي سوف يستمر بالتأكيد. ينبغي أن نتذكر ما حدث في الماضي، فعندما كانت هونج كونج مستعمرة بريطانية، أرادت بريطانيا، بعد الحرب العالمية الثانية، اعطاء مزيدًا من الحكم الذاتي لمستعمراتها، عارضت الصين هذا القرار مطالبة بالوضع السياسي الراهن. وفي أوائل الثمانينيات، عندما تفاوضت الصينوبريطانيا على الانسحاب، تمت اضافة بندين للاتفاق وهما "دولة واحدة ونظامان" (هونج كونج تظل رأسمالية داخل دولة شيوعية) و"مواطنو هونج كونج يحكمون اقليمهم بأنفسهم" ولا يزال هذا البند لم يتم تحقيقه ولهذا يسود شعور بالاحباط والغضب واليأس بين المواطنين وهو ما لن يزول بسهولة وستتعتمد الأحداث التالية على رد فعل بكين. وأشار "تشانج" في حواره مع مجلة "ليكسبريس" الفرنسية إلى أن الاحتجاجات في هونج كونج يتم الاعداد لها منذ عام. فخلال الفترة بين 1997 و2012، تم انتخاب حاكم هونج كونج من قبل لجنة من 800 عضو ثم 1200 شخص. وفي 2017، كان من المفترض أن يصبح الانتخاب بالاقتراع العام إلا أن الصين تريد أن يتم اختيار المرشحين من خلال لجنة من 1200 شخص. وفي عام 2013، أعلن بعض المثقفين من أنصار الديمقراطية أنه سيتم تنظيم مظاهرات حاشدة إذا لم تقم الصين باصلاح ديمقراطي. وعندما أعلنت السلطات الصينية عن الفكرة الخاصة بوضع لجنة لاختيار المرشحين، في أغسطس 2014، دفعت المثقفين إلى تنفيذ تهديدهم. وقد كان لديهم الوقت لتقرير ما يجب القيام به لمواجهة الشرطة. وقد كان اللاعنف هو الاستراتيجية الوحيدة الفعالة لأن الحكومة تسعى لايجاد ذريعة للتصدي للاحتجاجات بعنف.