فى جو مشحون بالاتهامات والاحتجاجات جرت مراسم الاحتفال بتسليم السلطة للرئيس الجديد المنتخب (ليونج تشون يينج) الرئيس الرابع لجزيرة هونج كونج وفى حضور الرئيس الصينى هوجنتاو الذى أبدى تفاؤله فى أن ينجح الرئيس الجديد فى إعادة الجزيرة إلى حضن الأم نظراً للخبرة العريضة التى يتمتع بها الرئيس الجديد. ورغم مرور 15 عاماً على عودة الجزيرة لسيادة الصين الشعبية فمازالت تعانى من احتجاجات ومظاهرات تطالب بمزيد من الديمقراطية وترفض النظام الشمولى المعمول به فى الدولة الأم .. ويرد الرئيس الجديد على ما يحدث أنه أمر طبيعى.. فلقد خضعت الجزيرة للحكم البريطانى لأكثر من 150عاماً ويحتاج الأمرلمزيد من الوقت حتى يمكن لم الشمل وربطها بالدولة الأم وحتى تتضح الصورة يجب العودة للأعوام 1839-1842 عندما هزمت الصين لتصبح الجزيرة إحدى مستعمرات التاج البريطانى فى آسيا فى حرب الأفيون الأولى ويلحق بها جزيرة كالون بعد هزيمة الصين مرة أخرى فى حرب الأفيون الثانية لتحصل بريطانيا أيضاً على حق الانتفاع لمدة 99 عاما على الأراضى الجديدة لتصبح منطقة هونج كونج خاضعة للتبعية البريطانية حتى عام 1997 وبانتهاء المدة المحددة تخلت بريطانيا عن آخر مستعمراتها فى آسيا لتعود منطقة هونج كونج لحضن الدولة الأم وسط مشاعر رافضه التخلى عن النظام السياسى المتبع فى الجزيرة والذى يتمتع بقدر أوفر من الحرية والديمقراطية جعلها من أكبر المراكز التجارية والمالية فى العالم لتحقق أعلى دخل للفرد فى العالم وهذا يفسر الخوف السائد بين المتظاهرين لدفعهم للتخلى عن هذه المكتسبات بعد العودة للسيادة الصينية لذا حرصت الإدارة الصينية على الاستعانة بمسئولين موالين لها فى اللجنة التى تتولى انتخاب الرئيس التنفيذى للجزيرة والمكونة من 1200 شخص من كبار رجال المال والأعمال والمؤيدين لبكين وفى نفس الوقت تجاهلت الأصوات المطالبة بإجراء انتخابات حرة عبر صناديق الانتخاب حتى لاتكون سابقة قد تهدد الاستقرار داخل البلاد وقد تزيد معها الدعوات للانفصال عن الدولة الأم كما هوالحال فى التبت وتايوان . ويحاول المعارضون لبكين تصعيد الخلافات واللجوء لبريطانيا ودول الغرب المتقدم والتلويح بورقة المصالح المتبادلة نظراً لأن هونج كونج تعد ثامن سوق مالى وتجارى عالمى وتقرر الحكومة البريطانية عدم الاستمرار فى هذه النزاعات خاصة بعد صدور قرارات من مجلس الأمن حسمت هذه الخلافات وألزمت بكين باستمرار النظام الرأسمالى الحر فى الجزيرة حتى عام 2047 واستمرار العمل بالعملة المحلية إلى جانب العملة الصينية وتأسيس صندوق يضم الاحتياطى المالى للجزيرة يتولى الإشراف عليه وإدارته بكين ولندن وتحاول الإدارة الصينية باستخدام القوة الناعمة احتواء الأزمة بالموافقة على كل المطالب واختيار عناصر مؤيدة لها فى المناصب القيادية ويأتى الرئيس الجديد ليونج تشون يينج 58 عاماً المعروف بولائه لبكين لشغل منصب الرئيس التنفيذى للبلاد وهو من مواليد هونج كونج درس إدارة الأعمال فى إحدى الجامعات البريطانية ولديه 3 أبناء وهو شغل عدة مناصب فى مجال الاستثمار العقارى وانضم لرابطة الخبراء من المحامين والمحاسبين المهندسين وغيرهم لتحسين صورة الصين وتقديم المشورة للمسئولين فى الصين فى كافة المجالات وهو يعد خلال مدته الرئاسية والتى تستمر لخمس سنوات بدمج الجزيرة إلى الدولة الأم مع الحفاظ على إنجازاتها الاقتصادية والسياسية وتحقيق العدالة الاجتماعية.