بعد مرور 41 عاما على حرب السادس من أكتوبر عام 1973 التى حققت فيها القوات المسلحة المصرية انتصارات ساحقة على دولة الاحتلال الإسرائيلى واستعادة شبه جزيرة سيناء بعد أن اغتصبتها إسرائيل عام 1967، لا تزال إسرائيل وقيادتها العسكرية والسياسية تتباكى على ما حدث من هزيمة مريرة حتى اليوم. قال الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، خلال المراسم المركزية لإحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلى التى أقيمت أمس، فى المقبرة العسكرية بالقدس المحتلة: "إنه يستحيل الصفح عن خطايا حرب الغفران التى مضت عليها 41 عاما متمثلة فى الصلف والغرور والاستهتار بالأعداء وتجاهل الحقائق وعدم تهيئة جنود الجيش للقتال كما يجب"، موضحًا ان إسرائيل لن تنسى ما فعلته مصر بها ومازلت ترد ضرباتهم بطرق غير مباشرة. وعن ذلك، قال الدكتور منصور عبد الوهاب، أستاذ الإسرائيليات بجامعة عين شمس، إن كلمة الرئيس الإسرائيلي عن عدم الصفح عن مصر، تذكرة للكيان الصهيوني بهزيمتهم وضعفهم أكثر من كونها تهديد لمصر، مشيرًا إلى أن الرئيس أراد توصيل فكرة أن الاستعداد للحرب ضرورة وطنية، وأن الوصول إلى الحرب لن يأتي إلا بتوجيه ضربات غير مباشرة قبل الحرب. وأضاف "عبد الوهاب" أن الكيان الصهيوني، وقع في إخفاق عسكري ومخابراتي كبير في حرب أكتوبر، وهم الآن يعانون نفس الحالة من الفشل في النظام العسكري والاستخبارتي لديهم وبخاصة بعد فشلهم في العدوان على غزة الشهر الماضي دون الإعلان عن ذلك في الإعلام الإسرائيلي، متابعا أن الكيان الصهيوني، يعلم أن أي ضربة قوية مثلما حدثت في 73 ستكون النهاية لهم، لذا يتخذون الحذر. من جانبه، قال الدكتور مختار الحفناوي، أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، إن الرئيس الإسرائيلي والكيان الصهيوني بشكل كامل لن ينسى ما فعلته مصر بهم من إلحاق أكبر هزيمة في تاريخهم، فهم يدرسون لأولادهم في المدارس كيف يصدون الهجمات ضد الوطن العربي وضد هجماته، على الرغم من أنهم مغتصبين لحق العرب كله بتواجدهم حتى الآن في الجولان وقطاع غزة. وأكد "الحفناوي" أن الكيان الصهيوني حين يعقد مفاوضات في مصر من أجل فلسطين، ومن ثم يذهب ليناقض تلك المفاوضات، يعتبرها ضربة قوية وعصفة على ظهر مصر والوطن العربي بأكمله، متناسين أنهم بذلك يخلقون حالة من الحرب على الرغم من توقيعهم العديد من اتفاقيات السلام مع مصر. وتابع " أن الإسرائيليين مازلوا على استعداد لإقامة حرب مع مصر على الرغم من معاهدات السلام؛ لأن مخطط حكماء صهيون يتضمن الاستيلاء على كافة الأراضي العربية بما فيها مصر. كما أوضح الدكتور محمد أبو غدير، أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر، أن الكيان الصهيوني يعتبر يوم حرب أكتوبر، أسود في تاريخهم؛ لأنها كانت أول هزيمة تلحق بهم بعد أن كانوا يعتبرون انفسهم كيانا يصعب هزيمته، مؤكدا أن الرئيس الإسرائيلي يحاول إطلاق رسائل تهديدية، لكنهم في الحقيقة يعلمون قوة مصر، وأن ضربة واحدة من مصر كافية على إبادة الكيان الصهيوني بشكل نهائي.