الرئيس التركي رجب أردوغان هو زعيم «الإخوان المسلمين» في المنطقة الذي أغرقته خيبة الفشل في النيل من سوريا وقائدها وتبددت أحلامه الافتراضية باسترجاع المجد العثماني، ففاض بحقده السلجوقي الدفين تآمراً على سوريا ومصر والعراق وتدخلاً في كل شاردة وواردة بين المحيط والخليج بعدما بدد الشعب العربي في الشام والكنانة رهانه على فرض الوصاية الاستعمارية في الشرق العربي. كل الخيوط التي تربط داعش وتغذيها بالمال وبالسلاح وبأرتال الإرهابيين تمر باسطنبول حيث تعقد صفقات بيع النفط السوري والعراقي المنهوب بواسطة شركات تركية تشحنه لمصلحة زبائنها الأميركيين والصهاينة وتحيله أموالاً بالملايين كل يوم إلى خزائن البغدادي. تحت رعاية الاستخبارات التركية جرى تجنيد آلاف الأتراك في داعش وأقيمت المعسكرات للتدريب وأعطيت بيوت النقاهة للإرهابيين الذين ضبط الكثير منهم في استراحات ما بعد المذابح ونشرت صورهم وتحقيقات المراسلين عن رحلاتهم في الصحف التركية وتحت تلك الرعاية تدفق آلاف الأجانب الذين يقول باراك أوباما إن الغرب يخشى ارتدادهم إلى دول المصدر. أما شحنات السلاح التي مولتها السعودية وقطر فمعظمها أرسل إلى تركيا لينقل بعدها لحساب داعش وزمر أخرى من عملاء الاستخبارات التركية الذين ارتكبوا المجازر ونهبوا المعامل السورية وعاثوا خراباً في شمالها وشرقها وقد نال الدواعش الحصة الكبرى لقاء فاتورة استهداف الكرد في العراقوسوريا. تركيا دولة العدوان التي تمركزت فيها غرف العمليات لتخريب سوريا بقيادة بيترايوس وهي التي قامت بتنسيق مؤتمرات المرتزقة بطبعاتها المتلاحقة تحت يافطة المعارضة المتحولة بأشكال ومسميات ورئاسات تغيرت بمقدار تغير المشغلين الأميركيين وظل الثابت هو دور حكومة الوهم العثماني الأشد تصميماً على كراهية سوريا وشعبها والعداء لكل ما هو عربي. أردوغان يستهدف مصر العربية بشعبها وقيادتها بعدما انتفضت على تنظيم الإخوان الذي هو أم الإرهاب وخادم المستعمرين في الشرق لأن المصريين الذين صدقوا الدعاية الإخوانية واكتشفوا بسرعة الصفقة الخبيثة التي عقدوها في السفارة الأميركية ليلة انتخاب محمد مرسي برعاية خليفة الوهم العثماني صانع داعش وحاضن أخواته من جماعات التكفير على أرض سوريا. أردوغان يريد تمزيق العراق ويطمح إلى احتلال كركوك وهو اليوم يفكر بالاعتداء على سوريا لاستكمال مخطط داعش في الميدان من خلال طرحه لما يسمى بالمنطقة العازلة وسعيه إلى فرضها. ستكون أي خطوة تركية في الميدان عدواناً على سوريا وسيادتها واستقلالها لا بد أن يلقى الرد القوي المناسب، فالدولة الوطنية السورية على أهبة الاستعداد لصد المعتدين الذين يريدون المس بترابها الوطني. لقد تعاملت القيادة السورية بحكمة مع آليات التنسيق غير المعلنة التي هربت إليها الإدارة الأميركية حفظاً لماء الوجه وهرباً من كلفة الفشل المعنوية والسياسية، بينما ضرباتها الجوية نسقت وتنسق مسبقاً مع دمشق من غير أن تنال من سوريا تكريساً شرعياً طالما هي خارج أطر الأممالمتحدة والقانون الدولي. وتدرك القيادة السورية جميع المخاطر المحتملة وبيدها أوراق قوة كثيرة، ففي دمشق لكل شيء حساب وتوقيت وسوريا ترسم بالشراكة مع حلفائها خطوطاً حمراء عريضة لقواعد التعامل مع الضربات الجوية التي تستهدف الإرهابيين في الظروف الحاضرة. أعلنت سوريا من نيويورك بلسان وزير خارجيتها أن أي غزو بري لأراضيها بأي ذريعة كانت سيعامل كعدوان على السيادة الوطنية السورية، بالتالي سيلقى منفذوه ما يستحق العدوان من مقاومة وردع بكل القدرات المتاحة خصوصاً حين يكون المعتدي أحد أطراف الحلف الخبيث الذي شن الحرب الكونية لتدمير سوريا، وتركيا أردوغان هي مركز هذا الحلف وأشد عناصره خبثاً ومكراً وحقداً.