قال مسئولون فلسطينيون إن متطرفين يهود قاموا بإحراق مسجد بقلب الضفة الغربية اليوم الخميس، بعد موجة من الهجمات المشابهة. ووقع الهجوم الأخير بعد ساعات من هدم إسرائيل لبنايتين تم بناءوهما بطريقة غير قانونية في موقع تابع للمستوطنين شمال المنطقة المحتلة، فيما صعد المتطرفون اليهود حملتهم الانتقامية ضد أعمال الهدم المماثلة خلال الأيام الأخيرة. وقال مكتب محافظ رام الله الفلسطيني، إن المصلين من قرية برقة الفلسطينية شرقي رام الله وصلوا إلى المسجد لأداء صلاة الفجر ليجدوا المخربين وقد رشوا المسجد بالجازولين وأشعلوا فيه النيران وكتبوا عبارات عدائية بالعبرية. وسارع المصلون إلى إخماد الحرائق غير أن أضرارا لحقت بالأرض والجدران. أحد الشعارات العبرية التي كتبها منفذوا الهجوم كانت “دفع الثمن” وهي الكلمة التي يستخدمها المستوطنون اليهود لوصف حملتهم ضد محاولات الحكومة الإسرائيلية لهدم المنشآت التي يقيمها المستوطنون بدون ترخيص في الصفة الغربية،وعبارات أخرى “الحرب” و”مستوطنو يتسهار”. وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن الضباط وصلوا القرية وفتحوا تحقيقا في الهجوم. وأضاف أنه الهجوم الثامن الذي يقوم به متطرفون يهود لتخريب مساجد خلال العامين الماضيين. يشار إلى أن معظم تلك الهجمات وقعت في قرى فلسطينية قريبة من مستوطنات يهودية في الضفة الغربية، غير أن مسجدا في القدس تعرض لهجوم أيضا في وقت مبكر أمس الأربعاء. يقع مسجد النبي عكاشة-الذي بني عام 1200 ميلادية إبان الحكم الإسلامي لمدينة القدس، في قلب الحي اليهودي بوسط القدسالغربية. وهناك أضرم المخربون النار داخل غرفة وكتبوا على الجدران الخارجية بالعبرية عبارات شبيهة بالتي كتبت على جدران مسجد “النور” شمال برقة بالإضافة إلى عبارات أخرى مسيئة للرسول. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس بالسماح لقوات الامن الإسرائيلية بالتعامل بشدة مع المستوطنين المتطرفين الذين يعبرون عن ازدرائهم للقانون أو السياسات التي يعارضونها بشكل صريح وعنيف. لكن نتنياهو عارض وصف المخربين اليهود بالإرهابيين. وشكا بعض الإسرائيليين من أن المناخ في البلاد بات بنفس درجة السوء قبيل اغتيال رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين الذي أطلق متطرف يهودي النار عليه خلال مسيرة في تل ابيب عام 1995 فأرداه قتيلا.