المنح الأجنبية للمحافظات بين الاستخدام الأمثل وسفه الإنفاق

كتب – محمود دوير و حمادة جمال قطب و محمد ربيع و الورداني السيد
جاءت مخصصات بند المنح بموازنة العام المالي الجاري 2014/2015، بنحو 23.5 مليار جنيه، فمع اندلاع ثورة 25 يناير، حصلت مصر علي مجموعة من المساعدات من دول تركيا وقطر والسعودية والكويت علي ما يقرب من 6 مليار دولار، لتقفز جملة تلك المنح، عقب ثورة 30 يونيو لتصل ل12 مليار دولار مقدمة من دول (الإمارات، السعودية، الكويت)، في الوقت نفسه حصلت مصر علي قرض بقيمة نصف مليار دولار من البنك الدولي في24 يوليو الماضي، لتوصيل الغاز الطبيعي لنحو 8.2 مليون منزل، بالأحياء الفقيرة .
وعلي نفس النهج، تستهدف وزارة التخطيط والإصلاح الإداري والمتابعة تحقيق استثمارات قدرها 206 مليار جنيه بقطاعات البنية التحتية ( كهرباء، طرق، صرف صحي ومياه شرب، سكة حديد، تعليم، صحة، طاقة، استصلاح الأراضي والزراعة وغيرها) .وشملت تلك الاستثمارات محافظات الجمهورية، ومنها( البحيرة بقيمة 1.9 مليار جنيه، والقاهرة 8.5 مليار جنيه، والإسكندرية بقيمة 4.1 مليار جنيه، دمياط ب399.5 مليون جنيه، الغربية ب1.4 مليار جنيه، قنا ب1.6 مليار جنيه، أسوان 1.4 مليار جنيه، الأقصر ب646.3 مليون جنيه، الجيزة ب7 مليار جنيه، المنوفية ب1.6 مليار جنيه، الشرقية ب3.1 مليار جنيه، الفيوم مليار جنيه،القليوبية ب3.5 مليار جنيه، البحر الأحمر ب 2.12 مليار جنيه، الدقهلية ب 1.7 مليار جنيه) .بالإضافة لمدن القناة (السويس، بورسعيد، الإسماعيلية) ب 5.4 مليار جنيه، وشمال وجنوب سيناء بقيمة 2.04 مليار جنيه، وبني سويف ب 877 مليون جنيه، ومطروح ب1.3 مليار جنيه، وأسيوط ب2 مليار جنيه، وكفر الشيخ ب1.2 مليار جنيه، والوادي الجديد ب 2.134 مليار جنيه، والمنيا ب 1.5 مليار جنيه).
البحيرة.. 303 مليون جنيه منح والمحصلة «صفر»
153مليون جنيه هى حجم المنحة الإماراتية لمحافظة البحيرة فى القطاعات الخدمية وهى " الرصف والنظافة والبيئة" هذا ما أكدته المهندسة نادية عبده – نائب محافظ البحيرة، حيث أشارت إلى أن المستهدف من المنحة رفع مستوى الرصف وتوفير معدات نظافة إضافة إلى تحديث مصانع تدوير القمامة وتوفير معدات لنقلها من المدن إلى المصانع القائمة وهى" ادكو وحوش عيسى وكوم حمادة".
من جهته، أعلن المحافظ اللواء مصطفى هدهود، عن وجود دعم إماراتي لإنشاء 1001 فصل دراسى جديد فى مدن البحيرة مؤكدا أن حجم الأموال التى ضخت للمحافظة منذ 30يونيو حتى الآن بلغت 4,5 مليار جنيه، للنهوض بجميع القطاعات الخدمية من صحة وإسكان وطرق وكباري ومياه شرب وصرف صحى وتعليم وكهرباء فى صورة استثمارات مباشرة وغير مباشرة.
لكن الواقع يظهر مناقضا لهذه التصريحات، فقد أكد مسؤلى مشروع الرصف الإنتاجى أن حجم الاعتمادات المخصصة للرصف فى ميزانية العام المالى الجارى لم تتجاوز 27 مليون جنيه، وهو ما لا يعادل رصف شوارع مدينة من إجمالى 17 مدينة فى محافظة من أكبر أقاليم مصر، كما تم اعتماد 13مليون جنيه فقط لشراء معدات للنظافة وهى 4 سيارات نقل، فى وقت عجزت فيه إدارة مشروع النظافة عن توفير مستلزمات للعمال الذين يصرخون من تردى أدوات النظافة اليدوية، وتهالك ملابسهم بشكل يدعو للشفقة.
أما القطاع الثالث وهو قطاع البيئة، فقد حصل على 34 مليون جنيه فى شكل تطوير لمصنعى تدوير القمامة بإدكو وحوش عيسى وعجزت المحافظة عن إنشاء مصنع رابع يستوعب أطنان القمامة التى تخرج من محافظة تجاوز عدد سكانها 5,5 مليون نسمة،
مما يعنى أن إجمالى ما تم صرفه من المنحة الإماراتية بلغ 64 مليون جنيه، ذهب 15% منها مكافآت للعاملين ومجالس إدارة مشروعات " الرصف الإنتاجى والنظافة وتدوير القمامة".
المحاسب مصطفى العسكرى، المدير المالى والإداري السابق بالمحافظة أكد أن الخلل يكمن فى غياب مؤسسات الرقابة الشعبية مثل البرلمان والمجالس الشعبية، مما أدى إلى حالة من فرديه القرار، وأصبح المحافظ بيده كل شيء خلال العام الماضي، فيما اقتصر دور معاونيه على تلقى الأوامر والتوجيهات.
الفيوم.. المحافظ يستعين "بالفلول" لتمويل المشروعات الصغيرة
الفيوم من المحافظات الفقيرة، حيث تتراجع فيها معدلات التنمية، وترتفع فيها نسب الأمية بين الإناث والشباب على حد سواء، وتستعين المحافظة بالمعونات والقروض في إعادة ترميم وتأهيل المجارى المائية وتبطين وتغطية الترع والمصارف الصغيرة بالقرى النائية, وهي مشاريع تمولها السفارة الهولندية، فيما تساهم الولايات المتحدة في تشغيل محطات للصرف الصحي الصغيرة القدرة ومحطات تنقية مياه الشرب ذات الطاقات المحدودة.
يقول الدكتور غيث راحيل، الرئيس السابق لروابط مستخدمى مياه الري بسنورس, إن محافظ الفيوم حازم عطية الله, والسفير الياباني بالقاهرة تاكى هييرو كازوا، افتتحا خلال الأيام القليلة الماضية, محطة معالجة مياه الصرف الصحي بقرية عبد القوى شعيتان بمركز سنورس، والتي تستخدم تكنولوجيا الأراضي الرطبة لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي البيئي منخفض التكاليف, مشيرا إلى أن السفير الياباني أعلن خلال الاحتفال أن حكومة اليابان قدمت منحة تبلغ قيمتها 820 ألف جنيه في إطار الشراكة بين الحكومتين المصرية واليابانية, للمشاركة في حل ومعالجة القضايا المجتمعية وتنمية البيئة.
ويشمل المشروع توفير شبكة صرف صحي آمن للمنطقة المحيطة، وإنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها في ري الأراضي الزراعية، وتخدم أكثر من 1200 أسرة، ويوضح راحيل أن تنفيذ المشروع يأتي في إطار برنامج الحكومة اليابانية لمنح المساعدات للمشروعات الأهلية الأساسية وأمن الإنسان، الذي يدعم المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني للارتقاءبالخدمات الصحية والبيئية والاجتماعية.
وأكد عبد الهادي كمال,أن المعونات نضبت بعد أحداث ثورة 25 يناير، ورفعت بعض الدول يدها عن تمويل تلك المشروعات الصغيرة, الأمر الذي دفع بالمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء إلى تكليف المحافظين بتدبير موارد مالية عن طريق التبرعات والمساهمة المجتمعية لتعويض تلك القروض والإعانات والمنح، وبناء عليه وجه حازم عطية الله محافظ الفيوم, الدعوة لقيادات الحزب الوطني المنحل وأعضاء مجلس الشعب عنه بالفيوم, لحضور اجتماع برئاسته، وناشدهم خلاله المساهمة والتبرع لمشروعات تخدم قرى الفيوم بتمويل شعبي منهم ومن الأغنياء والقادرين من أعضاء الحزب الوطني المنحل أو غيرهم من القادرين.
وقال المحافظ خلال اللقاء الذي لبى أعضاء الوطني المنحل دعوته بالحضور لكنهم تجاهلوا طلبه بالتبرع، إن الحكومات لن تستطيع القيام بدورها بمفردها ما لم يكن هناك مشاركة مجتمعية فاعلة.
الغربية.. خلافات الأهالي تعطل مشروع الصرف الممول من البنك الدولي
مشاريع خدمية عديدة ممولة من دول أجنبية، تنطلق بامتداد محافظة الغربية للنهوض بالمحافظة، فى مجالات عديدة ومنها منظومة النظافة والبيئة والصرف الصحى وإنشاء مصانع حديثة لتدوير القمامة والاستفادة منها كسماد عضوي، أو توليد الطاقة الكهربائية بإدخال التكنولوجيا المتطورة التي لا تؤثر علي البيئة.
وأكد اللواء سعيد عبد العاطى، سكرتير عام المحافظة أنه جار إنشاء مصانع فى هذا المجال بالتعاون مع إحدي الشركات السويدية التي تعمل في مجال النظافة وتدوير القمامة التى وافقت على منح المحافظة تكاليف الإنشاء وأن المصنع يتكلف 53 مليون يورو ويستوعب600 طن يوميا من القمامة، ويمكن زيادتها إلى3 آلاف طن يوميا، كما سيتم طرح أرض "البوريفاج" بمدينة طنطا لعمل مشاريع تجارية عليها باستثمارات مصرية وإماراتية وكويتية بتمويل 7 مليار جنيه تدر دخلا لصالح المحافظة.
كما تشهد الغربية إنشاء إدارة للمخلفات الصلبة بديوان عام المحافظة وإدارات فرعية بمدنها الثماني، بالتنسيق مع وزارة البيئة لتنفيذ بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه مع بنك التعمير الألماني باستثمارات قدرها 53 مليون يورو والذي سيتم بموجبه إنشاء مصانع حديثة في تدوير المخلفات الصلبة وتعظيم الاستفادة من مخرجاتها.
وأشار سكرتير عام المحافظة إلى مشروع إنشاء مصنعين لتدوير القمامة يخدم كل منهما 4 مدن، لافتا إلى أن المحافظة ستشهد خلال الأيام القليلة القادمة تنفيذ مشروعات عاجلة من الاعتمادات الإضافية التي خصصتها وزارة التنمية المحلية للمحافظات, حيث يتم تخصيص ما لا يقل عن 8 ملايين جنيه لكل مدينة لإنهاء المشروعات العاجلة والملحة بالإضافة إلى تحديث قطاعات الصناعات الغذائية والنسيجية والسياحة والمدارس تتجاوز قيمتها 260 مليون جنيه ممولة من الاتحاد.
وشهدت عزبة القرنفلي اجتماعا يهدف لحل مشكلة توقف مشروع الصرف الصحي بقرية كفر قراطنة والممول من البنك الدولي بمبلغ 120 مليون جنيه بسبب رفض أهالى عزبة القرنفلي مرور مواسير الصرف الصحي بالعزبة بدون توصيل منازلهم بهذا المشروع، مما تسبب فى غضب الأهالي واعتراضهم وهو ما اضطر المقاول لإيقاف العمل بالمشروع قبل أن يتدخل المحافظ لحل الأزمة.
فى ذات السياق استقبل المحافظ اللواء محمد نعيم، القنصل العام لجمهورية روسيا الاتحادية بالإسكندرية السيد سيرجى بيدلاكوف والملحق التجارى نيكولاى أسلانوف، كما استقبل الدكتور مهندس كارانجا كيبيشو وزير التجارة والعلاقات الخارجية بدولة كينيا، وديف رونجا سفير كينيا بالقاهرة.
سوهاج.. اعتماد كامل على التمويل الأجنبي.. ولا مردود على الأرض
تعتمد سوهاج اعتمادًا رئيسيا علي المنح والقروض التي تأتي من أمريكا وعدد من الدول الأوربية، فضلا عن المنح السعودية والإماراتية، ومشروعات البنك الدولي، وقد بلغ حجم المنح والقروض لسوهاج خلال العام المالي 2013 – 2014 ، أكثر من 2 مليار جنيه، تم استغلالها في عدد كبير من المشروعات بالمحافظة، وبالرغم من حجم المبلغ إلا أن أبناء سوهاج لا يشعرون بأي تنمية حقيقة تحدث علي الأرض.
وتأتي مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي وتوصيل المياه للقري الأكثر فقرا والأولي بالرعاية علي رأس تلك المشروعات، وتستحوذ علي النسبة الأكبر من تلك القروض والمنح،
حيث بلغت قيمة تنفيذ أعمال مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي خلال العام المالي الماضي 350 مليون جنيه، والتي تمثلت في تنفيذ مشروعات محطة مياه طما الجديدة ودار السلام الجديدة وساقلتة الجديدة ومحطة مياه المنشاة، ومشروعات صرف صحي بالمراغة وجهينة والمنشاة وأولاد حمزة.
وكانت المنحة الإماراتية من بين المنح الأكبر التي ساهمت في تنفيذ أعمال مياه شرب وصرف صحي في 18 قرية، حيث بلغت قيمتها 300 مليون جنيه وينتهي استكمال مشاريعها في ديسمبر 2015، بالإضافة إلي منحة صندوق 30-6 / 30-6 والتي بلغت 150 مليون جنيه وتنتهي أعمالها في ديسمبر 2014، وهو ما أكده ل " البديل " المهندس – مصطفي عبد القادر – رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج .
واستهدفت المنحة المقدمة من البنك الدولي بقيمة 75 مليون دولار تنفيذ مشروعات صرف صحي متكامل، تشمل شبكات انحدار وخطوط طرد ومحطات رفع ووصلات منزلية لعدد 22 قرية علي مرحلتين.
كما تلقت المحافظة منحة أخرى بقيمة 8 مليون جنيه من صندوق "دعم مصر" وذلك لإحلال وتجديد شبكات مياه الشرب بطول 25 ألف متر لقرى الحريدية القبلية والبحرية والقبيصات ونزلة القاضي والجبيرات، فضلا عن قرض دوار بقيمة 600 ألف جنيه من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" وذلك من أجل تنفيذ 530 وصلة مياه شرب للأسر الأولي بالرعاية.