انتقد الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز شرق نامة للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، ما وصفه ب"طريقة الرد المصرية" على خطاب الرئيس التركي، أحمد رجب أردوغان في الأممالمتحدة، وتراوحها بين بيان روتيني للخارجية المصرية، يندد بأردوجان، وبين شتائم المداخلات في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وأعتبر الخبير في الِشأن التركي، فى تصريحه ل"البديل": أننا أمام "لعبة شطرنج" على طول الإقليم، وأن القاهرة تملك من الأدوات ما يرجح كفة أي معادلة، مقابل تركيا، التي اصطفت اصطفافاً خاسراً، والتحالف الذي قادته انتهى. وحذر من أن الهوية المصرية في الأربعين سنة الأخيرة لم تعد في حالة ثبات، واصفاً العروبة بأنها "ضرورة وطنية مصرية". وتابع: "المنافسون في المنطقة يقدمون الاسلام السياسي، بأشكال مختلفة، والقاهرة تقدم نموذجاً مختلفاً، نحن مسلمون لانتصادم مع أحد، ومصر أكبر من الطوائف، وتعريفها طائفيا يضر بالمصلحة الوطنية، حتى لا نفعل كما فعل أردوغان مع وطنه". ورأى اللباد انه أجدى للدولة أن تراجع ملف العلاقات مع تركيا بشكل يتسق والحقوق والالتزامات الدولية، و"تمنع عن عائلة ودولة أردوغان ما يتحصل عليه ظلماً من الشعب المصري، بدلاً من اعتماد الشتائم." وتوقف عند ملفين يراهما أولى بالتحرك، الآن، لإثبات هيبة مصر وتمسكها بحقوقها.. هما.. اتفاقية " الرورو"، التي وقعها الرئيس المعزول محمد مرسي مع أنقره عام 2012، وتمكن تركيا من التهرب من رسوم عائدات قناة السويس، عبر رسو السفن القادمة من مرسين التركي إلى دمياط، ومن ثم نقل البضائع براً إلى البحر الأحمر ، فتفقد مصر مليار دولار سنوياً من عائدات المرور، المستفيد الأكبر منها، في أنقرة، هو شركات الشحن المملوكة لأحمد.. ابن رجب طيب أردوغان! وذكّر أبرز خبراء الشأن التركي ن بأن الرئيس التركي هو ممثل لما سماه "طموح مجموعة رجال أعمال أتراك"، والإقتصاد هو من رفعه للسلطة، والإقتصاد هو ما يوجعه. الملف الثاني، وفق اللباد، هو قضية القصور المصرية الخديوية في اسطنبول، التي ما زالت دون حل وتحت سيطرة أنقرة، رغم انها أملاك مصرية بالوثائق وبالتاريخ، وأضاف: "زائر اسطنبول سيستلفته جمال هذه القصور التي لا تقدر بثمن، وفي أجمل مواقعها، ولم تتخذ مصر خطوات للحفاظ على حقوقها فيها، مقابل التسلل التركي المتدرج للاستيلاء عليها بذرائع مختلفة، رغم ان هذه القصور جزء من تاريخ مصر، لا يمكن أن تفرط فيها أي دولة تحترم نفسها، لأنها شاهد حاضر على الندية المصرية التاريخية في مواجهة تركيا."