خلال الشهور الماضية تكشفت العلاقات بين قطر والتنظيمات الإرهابية أمثال داعش وجبهة النصرة عبر عدة صفقات توسطت فيها الدوحة بين الجماعات الإرهابية ودول الأسرى التي احتجزتهم هذه التنظيمات لديها، وبرغم نفي قيادات الدوحة وجود علاقات لها بالتنظيمات افرهابية في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الأحداث التي شهدتها المنطقة بدءا من لبنان وصولا لأفغانستان، أكدت على وجود علاقات قوية بين الدوحة وتلك التنظيمات الإرهابية. وفي هذا السياق، قال السفير محمد المنيسي، سفير مصر السابق بالدوحة، إن العلاقة بين قطر والجماعات المتطرفة هي علاقة قديمة وليست وليدة الأوقات الحالية، إنما منذ إقامة الدولة الخليجية ، مؤكدًا أنه عندما كان سفيرًا لمصر لدي الدوحة عام 1995، كان وزير الداخلية القطري في ذلك الوقت «عبد الله بن خالد آل الثاني»، وكان لدية مزرعة في منطقة الشمال في قطر، يأوي فيها مجموعة كبيرة من العناصر المتطرفة من المنطقة كلها. وأضاف المنيسي فى تصريحات ل"البديل" أن الدليل تاريخيًا على دعم قطر لهذه الجماعات هو ترك اسامة بن لادن دولة السودان بعد ضغوط أمريكية فى ديسمبر عام 1995، وتوجه إلى قطر ومعة «خالد شيخه » أحد العناصر التي اتهمتها واشنطن بتدبير أحداث 11 سبتمبر الإرهابية. وأكد المنيسي أن قطر في الوقت الحالي تقع فى أزمتين يحركوا ويرسموا سياستها الخارجية، الأولي هي حجمها الصغير وتعويضه ذلك عن طريق ضخ الأموال للتأثير في المنطقة، مستشهدًا بما فعله «القذافي» في بداية حكمه عندما كان يعتبر نفسه زعيمًا كبيرا لشعب صغير، ودعمه للجماعات الثورية سواء فى إيرلندا أو في بلاد أخري مهدرًا بذلك أموال ليبيا التي تجنيها من النفط، مضيفًا أن قطر فى الوقت الحالي تفعل نفس الشئ بدعمها للجماعات المتطرفة في المنطقة لفرض سيطرتها بالشرق الأوسط. وأوضح المنيسي أن الأزمة الثانية وجود حمد بن جاسم رأس الأفعي القطرية الذي لدية مشاعر سيئة اتجاة مصر ودول الخليج مقارنة بجميع القيادات في قطر، مؤكدًا أن هذه الشخصية لديها ذكاء ولكن في الشر فقط فعلى الرغم من خروجه من المناصب الرسمية بقطر إلا إنه ما زال المحرك الحقيقي لسياسة قطر الداخلية والخارجية حتى الآن. وأكد المنيسي أنه عندما عين سفيرًا لمصر في أواخرعام 1995 التقي بحمد بن جاسم الذي أكد " له أن العدو الحقيقي لقطر هي السعودية وأن أي خطورة على الدولة القطرية وبقاءها سيكون عن طريق المملكة"، موضحًا المنيسي أن لذلك لجأت قطر إلى التحالف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وسمحت لواشنطن بإقامة قاعدتين عسكريتين على الأراضي القطرية وهما أكبر القواعد العسكرية بالشرق الأوسط حتي تستطيع أمريكا حسب التوقعات القطرية أن تكبح جماح السعودية وتوقف خطورتها على قطر . من جانبه قال السفير عادل الصفتي مساعد وزير الخارجية السابق أن العلاقة بين قطر والجماعات المتطرفة بالشرق الأوسط مثل داعش وجبهة النصرة، هي علاقة غير سوية، مؤكدا أن قطر تمول هذه الجماعات الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى خطورة شديدة على المنطقة وعلى قطر نفسها، مضيفًا أن الدوحة لابد وأن تسعى لاستقرار المنطقة وليس إثارة الخلافات الداخلية في دول المنطقة. وأضاف الصفتي في تصريحات ل"البديل" أن الموقف فى منطقة الشرق الأوسط معقد جدًا، فأمريكا هي من صنعت الإرهاب بالمنطقة بالاضافة إلى صناعة القاعدة لمحاربة الاتحاد السوفيتي السابق عندما دخل افغانستان، مضيفًا أن اليوم واشنطن هي من تشتكي من داعش وإرهابه بالرغم أنه إذا نظرنا سنكتشف أن إنشاء هذه التنظيمات المتطرفة فى الشرق الأوسط كان تحت أعين الأدراة الأمريكية بتمويل ورعاية قطرية تركية، مضيفًا أن هذه الجماعات ظهرت وقت دخول أمريكا في العراق، وأيضًا وقت حدوث الأزمة السورية كانت أمريكا تدعم هذه التنظيمات لمحاربة الرئيس السوري "بشار الأسد"، ولكن عندما رأت أن هناك خطر على أمنها قررت القضاء عليها. وأوضح الصفتي أن أمريكا تعلم جيدًا الدور القطري في منطقة الشرق الأوسط ودعمه هذه التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها داعش سواء تمويليا أو لوجستيًا أو بالاسلحة، مؤكدًا أن أمريكا لديها أكبر قاعدتين عسكريتين بالشرق الأوسط في قطر، طالبًا قطر بمراجعة علاقتها ودعمها لهذه الجماعات المتطرفة لخطرها على المنطقة وعلى الدول المجاورة . وفي سياق متصل قال السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إن قطر اتبعت الطريق الخطأ عبر دعم هذه التنظيمات الإرهابية، ولكن خلال الأسابيع القليلة الماضية طرأ تغير في السياسية الخارجية للدوحة بعدما طالبت عدد من قيادات الاخوان المسلمين بمغادرة أراضيها، معتبرا هذه الخطوة إشارة توضح أن هناك تعديل في سياسة قطر تجاه الجماعات الإسلامية سواء كانت معتدلة أو متطرفة مثل داعش والنصرة. وأضاف شاكر في تصريحات ل"البديل" أن هناك ضعط حدث على قطر من مجلس التعاون الخليجي متمنيًا أن يظهر الملامح الكلية لسياسية قطر الخارجية تجاه أشقائها العرب في وقت قريب.