دخلت معركة الأمعاء الخاوية فى مرحلة جديدة من نضالها ضد قانون التظاهر والمطالبة بالإفراج عن باقي معتقلى الرأى فى مصر، بعد إخلاء سبيل عدد من النشطاء الذين ألقى القبض عليهم فى الفترة الأخيرة بصدد هذا قانون. وتمثلت البشرى الأولى لانتصار معركة الأمعاء الخاوية فى خبر إخلاء سبيل معتقلى الشورى ومن بعدهم عدد من الطلاب بأمر من النائب العام، والإفراج عن الناشطة السياسية ماهينور المصرى، التى حكم عليها بسنتين خفضت إلى 6 أشهر على خلفية القبض عليها فى إحدى الوقفات. لكن مازال هناك بعض القضايا لم تستطع معركة الأمعاء الخاوية، تحقيق نجاح فيها مثل حالة الناشط أحمد دومة، الذى عاد إلى زنزانته مرة أخرى رغم تدهور صحته، ومحمد سلطان، الذى يصارع الموت فى بعد تدهور حاد فى صحته تسبب فى نقله إلى العناية المركزة، فضلا عن تأجيل جلسة معتقلى "الاتحادية" إلى شهر أكتوبر المقبل وغيرهم ممن تجدد لهم الحبس الاحتياطى. ومع هذه الانتصارات يبقى السؤال، هل حققت معركة الأمعاء الأمعاء الخاوية ما تريده، وهل سيكتفون بما حققوه ويظلون على هذه الوتيرة من النضال ضد الحبس الاحتياطى وقانون التظاهر، أم لديهم الجديد فى معركتهم حتى تحقيق أهدافهم كاملة؟. يقول محمد صلاح، المتحدث الإعلامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إن حملة الإضراب عن الطعام للضغط على النظام من أجل الإفراج عن النشطاء المعتقلين مثل أي حملة استطاعت تحقق مكاسب جزئية أهمها عودة الروح الثورية إلى العديد من الشباب، والضغط على رموز العمل السياسي والحقوقي لإعادة فتح ملف قانون التظاهر، كما أجبرت الدولة على الإفراج عن عدد من المعتقلين. وأضاف "صلاح" أن استمرار الحملة بنفس آلية الإضراب من عدمه ليس هو المهم، ربما تستمر الحملة باستخدام أدوات مختلفة، لكن الأهم عودة الروح وإيمان الشباب بقدرتهم على الفعل، لافتا إلى أن الحملة تعتبر شعاع ضوء وسط ظلام الواقع السياسي الذي نعيشه. ومن جانبها، قالت منى عزت، عضو الهيئة العليا لحزب العيش والحرية "تحت التأسيس"، إن معركة الأمعاء الخاوية وغيرها من الفاعليات والأنشطة الأخرى التى تنفذها الأحزاب والمجموعات السياسية، وأيضا انضمام مجموعة "صحفيون ضد قانون التظاهر" للحملة، فضلا عن إصرار وعزم الشباب المعتقلين على الإضراب، كل هذا يعد إحدى وسائل الضغط علي النظام. وتابعت: «أعتقد أن الحركة مستمرة، وهناك تصاعد فى الأعداد التى تنضم خلال الموجة الثانية من الإضرابات»، مضيفة: «نحن مستندين لعدالة قضيتنا وحقوقنا الأصيلة كحرية الرأي والتعبير، كما أننا مستندين إلى أصواتنا التى تصل كل يوم لدوائر أوسع وأنصار هذه القضية يزدادون». وفى نفس السياق، قال محمود عزت، عضو المكتب السياسى للاشتراكيين الثوريين، إن معركة الأمعاء الخاوية انتصرت بشكل جزئي بخروج عدد من المعتقلين، ولكن الإضراب عن الطعام، كان هدفه خروج كل المعتقلين وإسقاط قانون التظاهر. وأوضحت أن أهداف المعركة الأساسية لم تحقق بعد، وأن ما حدث ما هو إلا انتصارا جزئيا يعطى ثقة فى الاستمرار وتطوير أشكال وتكتيكات أخرى، مثل المؤتمر الأخير بنقابة الصحفيين الذى عقده عدد من الحركات الثورية؛ لإسقاط قانون التظاهر؛ بهدف استغلال ارتباك النظام حول قضية المعتقلين وقانون التظاهر، ولكسب مساحات جديدة لتحرك القوي الثورية.