تقول "إذاعة فرنسا الدولية" إنه بعد توقيع مذكرة السلام بين كييف والانفصاليين بالعاصمة البيلاروسية مينسك، لا يزال هناك الكثير لفعله لاسيما وأن الهدنة الحالية ضعيفة للغاية حيث يتم انتهاكها بشكل يومي تقريبًا، وإذا كان المواطنون في لوغانسك، شرقي أوكرانيا، لا يزالون متشككون في هذه المذكرة ويتخوفون من تجدد القتال، فإنه في لفيف، غربي البلاد، أبدى المواطنون استعدادهم لقبول فكرة أن منطقة دونباس لا تعد ذات أهمية مقارنة باقرار السلام. في احدى القرى الواقعة قرب لوغانسك، أكد مراسل الإذاعة الفرنسية في المنطقة أن مئات الأشخاص قتلوا خلال المعارك التي دارت في الصيف، ولا يوجد تيار كهربائي كما لا يسمع أحد يتكلم عن الاتفاق الذي تم توقيعه مساء أمس، فلا أحد يصدق وعود السياسيين. وفوق حاجز أقامه المقاتلون الانفصاليون، أكد أحد الجنود أنه ينبغي السيطرة على المنطقة كلها قبل التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار، أما في وسط لوغانسك، فالتيار الكهربائي يعود ببطء ولكن المياه لا تزال مقطوعة كما هو الحال مع السلع الغذائية الأولية. ونقلت الإذاعة الفرنسية عن أحد المواطنين قوله "أوكرانيا تريد وضع حدود على أراضي تسيطر عليها الآن جمهورية لوغانسك الشعبية. وهو ما يمثل نصف الأراضي بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك، بينما تريد القوات الانفصالية بلوغانسك السيطرة على المنطقة كلها؟ فكيف يمكن الاتفاق"، مشددًا على أن المواطنين يريدون حقًا أن تنتهي الحرب. ويعد هذا الشعور مشترك بين سكان مدينة لفيف، ففي حين أدان أندريه سادوفي رئيس المجلس الإقليمي المحلي للمدينة عملية السلام معتبرًا إياها خيانة وهزيمة، ساد بين مواطنيه شعورًا بأنهم دفعوا ثمنًا باهظًا للثورة ثم الحرب متمنين أن تتوقف مسيرة نعوش الجنود الذين يقتلون يوميًا. ويقول أحد المواطنين بلفيف "هذه المذكرة تعد قرارًا جيدًا للغاية لأنها فرصة لوقف كل شيء. ولكنني لا أعتقد أن بوتين سيتوقف هنا". وتشير الإذاعة الفرنسية إلى أنه إذا كان الرئيس الروسي سيتوقف هنا، فإن المفاوضات قد تتوصل إلى أن منطقة دونباس يمكن أن تصبح ثمنًا مقبولا لدفعه، وكما يرى الكثير من المواطنين بلفيف، أن أوكرانيا يمكنها أن تستمر بدون هذه المنطقة الناطقة باللغة الروسية والموالية لروسيا.