امتلأت شوارع السويس، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة بمياه الصرف الصحي، على حد وصف العديد من سكان مناطق مختلفة بالسويس، ولم يقتصر انهيار الصرف الصحي على المناطق الفقيرة، بل امتد ليصل للمناطق السكنية الجديدة كمدن الحرية واليسر، والمناطق الراقية كمنطقة أبراج المحروسة والملاحة الجديدة . حيث يقول "مصطفى نبيل" أحد سكان منطقة 24 أكتوبر التابعة لحي الأربعين، إن المنطقة الواقعة خلف مسجد أبو بكر الصديق، تعوم على بركة من مياه الصرف، ويضيف أن سكان العمارة 42 يلاقون صعوبة بالغة للوصول لمدخل عمارتهم، للدرجة التي جعلت خروج كبار السن من منازلهم أمرًا مستحيلًا . وأكد نبيل أن غرق تلك المنطقة بمياه الصرف صار وضعًا مألوفًا، حيث تنفجر المواسير وتظل 3 أو 4 أيام، حتى يضطر سكان المنطقة لجمع مبلغ من كل "شقة" واستدعاء أحد عمال "التسليك"، وأضاف أنه التقط صورًا لمياه المجاري المغطاة بطبقات من " العفن الأخضر" وذهب لديوان المحافظة، ولكن لم يتمكن إلا من لقاء المحافظ المنوب، الذي حول البلاغ للمهندس "حمدي عبد الله" مدير الصرف، الذي وجد أن الحل هو أن يرسل عمال قاموا بنزح وشفط المياه، دون أن يقدموا أي حل جذري أو إصلاح للتلف الذي يؤدي لانفجار المواسير، ولذلك انفجرت المجاري وملأت المنطقة من جديد، على حد وصف نبيل . أما "سما يوسف" إحدى ساكنات منطقة تعاونيات القاهرة التابعة لحي فيصل، فلجأت لالتقاط صورًا لمياه الصرف التي تملأ منطقتها، ونشرتها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كحل بديل للقاء المسئولين الذي أصبح أمرًا خياليًا . وأرفقت "سما" تعليقًا على الصور، قائلة " الصور دي من منطقة التعاونيات لحد مجمع مبارك 2، المنظر الغير حضاري والغير صحي دا في منطقة سعر الشقق فيها يتراوح من 200 :300 ألف جنيه، متسائلة أومال المناطق الشعبية أخبارها إيه؟ " وقالت "سما" ل "البديل" إن الصرف الصحي ليست الأزمة الوحيدة التي تعاني منها منطقة تعاونيات القاهرة، بل أن أعمدة الإنارة تلفت واحدًا تلو الآخر، مما أدى لتحول المنطقة لظلام دامس يصعب السير بها، كما تكررت حوادث السرقة بالإكراه لجميع أهالي المنطقة . وأوضح "علي محمود" أحد سكان قرية عامر التابعة لحي الجناين، إن أيام تفصلنا عن بدء الدراسة، ومازالت المنطقة المحيطة بمدرسة محمد فريد، ومدارس أخرى بالمنطقة غارقة في مياه الصرف، مرددًا " لو المحافظ بيعدي من هنا أو ليه ابن في المدارس دي مكنش الحال ده هيرضيه" . بينما أشار "محمد السيد" أحد سكان حي الأربعين إلى أن انقطاع المياه والكهرباء وانفجار مواسير الصرف الصحي، مشكلات تعاني منها السويس، بسبب انتشار الأبراج بشكل غير مدروس، مما تسبب في تحميل شبكات المياه والكهرباء والصرف أعباء زائدة عن إمكانياتها . وكان قد شهد شارع الجيش الرئيسي شللًا مروريًا منذ يومين، بسبب انفجار مواسير مياه الصرف، الذي أرجعه المهندس "طلعت عرابي" رئيس قطاع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لانفجار خط طرد 12 بوصة الخاص بمحطة طرد الأربعين، وذلك نظرًا لتهالك الخط الذي تم إنشائه منذ 35 عامًا، على حد قوله .