في 11 سبتمبر 1714، انتهت حرب الخلافة الاسبانية بسيطرة القوات الفرنسية الإسبانية على مدينة برشلونة، ويوم الخميس الماضي 11 سبتمبر 2014، احتفل الآلاف من سكان إقليم كتالونيا بالذكرى ال 300 لهذه الهزيمة الأسطورية وهو اليوم الوطني لإقليم كتالونيا والذي يعرف بال "ديادا"، مطالبين باستقلال الاقليم. ويتظاهر سكان الإقليم في ذلك اليوم من كل عام للتعبير عن رغبتهم في الاستقلال ولكن ربما هذه التظاهرات أكثر كثافة هذا العام وقبل يوم واحد من تنظيم الاستفتاء الاسكتلندي، يأمل الانفصاليون فوز "نعم" الذي سيمثل علامة مثيرة لمعركتهم. والجدير بالذكر، إن الكتالونيين لم ينتظروا الاسكتلنديين لتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي سيتم في 9 نوفمبر المقبل، وسيكون التصويت تحت اشراف الحكومة الكتالونية وذلك برغم معارضة مدريد القوية والتي اعتبرته "غير قانوني"، وتشير استطلاعات الرأي باستمرار إلى حصول نعم على نسب تزيد عن 50%، كما كشف أحد الاستطلاعات التي أجريت في مارس 2014 ارتفاع نسبة المؤيدين للاستقلال إلى 60%. وقد رحب الزعيم الانفصالي "أرتورو ماس" في يناير الماضي، ب "النهج البراجماتي" الذي تتبعه الحكومة البريطانية بشأن الاستفتاء الاسكتلندي وذلك للتنديد بعدم محاولة مدريد القيام بتسويات أو تقديم حلول وسط. بلجيكا تتفتت وتشير الصحيفة إلى أنه في بلجيكا، صارت مسألة تقسيم البلاد أمرًا تافهًا، ففي عام 2006، أثارت خدعة على قناة "ار تي بي اف" ضجة كبيرة، فقد قامت القناة البلجيكية ببث فيلم وثائقي مزيف بعنوان "وداعًا بلجيكا" وخلاله أعلن المذيع استقلال الاقليم الفلامندي بشكل أحادي الجانب، لافتة إلى أن ما كان يشبه النكتة البلجيكية الجميلة صار يقترب من أن يتحول إلى واقع. وخلال الانتخابات الاتحادية الأخيرة التي جرت في مايو الماضي، تصدر الحزب الانفصالي الفلمنكي "التحالف الفلمنكي الجديد" بزعامة "بارت دي ويفر" النتائج بحصوله على 20% من الأصوات التي ينبغي أن يضاف إليها 3.07% التي حصل عليها حزب "فلامس بيلانج" اليميني المتطرف الذي يطالب بالانفصال. كيبك نحو طريق الاستقلال وفيما يتعلق بمقاطعة كيبيكبكندا، توضح الصحيفة أن عبارة "عاشت كيبيك حرة!" التي قالها "شارك ديجول" بمونتريال في يوليو 1967 لا تزال تمثل عقيدة وأمل لدى الانفصاليين هناك. ففي عام 1995، تم تنظيم استفتاء مشابه لذلك الذي سيتم في اسكتلندا حصلت فيه "لا" على النسبة الأكبر وهي 50.58% من الأصوات، ومنذ ذلك الحين، تراجع تأييد الاستقلال في هذه المقاطعة التي تحظى بالفعل باستقلالية كبيرة، ووفقًا لاستطلاع أجري في مارس 2014 لصالح "راديو كندا"، إن 39% فقط من سكان المقاطعة الكندية يؤيدون استقلال كيبيك. من جانبه، أعرب "برنارد درينفيل" العضو بالحزب الكيبيكي، وهي حركة انفصالية تطالب بالاستقلال، عن ثقته بأن التصويت بنعم في استفتاء اسكتلندا سيشعل النيران الانفصالية وسيوجه طلقة تحذيرية إلى الدولة القومية، لاسيما في أوروبا، التي ضعفت بالفعل بسبب الاتحاد الأوروبي الذي لا يخفي دعمه للانفصاليين. إعادة رسم خريطة المنطقة وفي ظل هذه المساعي الحثيثة التي تشهدها منطقة شرق أوروبا وأمريكا الشمالية، فإن خريطة تلك المنطقة سوف تتغير ملامحها خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يحتم ضرورة إعادة رسم الخريطة الاستراتيجية والجغرافية لهذه المنطقة مجددا بعد استقلال اسكتلندا وبعض مناطق كندا.