يمنى ل"البديل ": - تكلفة الخاتم 30 جنيهًا ويستغرق تنفيذه يوما واحدا - هناك فتيات من شدة خوفهن من التحرش بالشارع يحملن سكاكين صغيرة في حقائبهن - الخاتم يساعد الفتاة في ابعاد المتحرش عنها بسرعة بدلا من اخراج صاعق من الشنطة الذي يستغرق وقتا كبير - استلهمت فكرة الخاتم من دبابيس الطرح التي كان البنات يستخدمنها في ثانوي وإعدادي هي بنت مصرية فى العشرين من عمرها، متفائلة وطموحة كلها إصرار علي خدمة مجتمعها ..لم تلجأ إلى الطريق السهل بعد التخرج من انتظار التعيين الحكومي أو تيأس من البحث عن فرصة عمل هنا أو هناك، رفضت أن تضع يدها على خدها وتنتظر الحل، بل بحثت بنفسها عن موهبتها، وتحدت العقبات، إلى أن أصبحت مصممة الحلى والإكسسوار. "يمنى فرغلي"صاحبة اختراع خاتم التحرش، المرصع بالدبابيس بدلا من الماس ، خاتم القوة والجمال، الذي اصبح سلاحا فتاكا مع أي فتاة تريد حماية نفسها من أي معتد.. يمنى فرغلي اختارت في تصميماتها أن يكون لها لمسة مختلفة وإضافة جديدة، لا تعتمد فيها على الجمال الأنثوي فقط ، بل تعتمد فيها علي توصيل رسالة أن المرأة قوية وجريئة ، وأنها تمتلك حرية القرار والإرادة، وهذا ما بدا على بعض الكلمات المنقوشة على الأقراط والأساور أو أي حلية تقوم بتصميمها فنجد مثلا كلمات مثل"فكك مني – العين صابتني ورب العرش نجاني – اطلع من نافوخي…". كان لجريدة "البديل "هذا الحوار مع يمنى فرغلي … - في البداية.. نود أن نتعرف أكثر على صاحبة اختراع "خاتم التحرش" دراستك وبدايتك في تصميم الإكسسوار ..؟ أنا خريجة كلية آداب اجتماع، ولم يكن لي علاقة في البداية بتصميم الإكسسوار، ثم بعد التخرج عملت في شركات عديدة ، إلى أن قررت أن أقوم بعمل خصني يعبر عني، وأصدقائي شجعوني وكانوا يقولون إن ذوقي مناسب في الإكسسوار. ثم بدأت أبحث على الانترنت عن كيفية تعلم صناعة الإكسسوار وتصميمها، وبالفعل وجدت جامعات إنجليزية تعطي "كورسات"أون لاين مجانية، إلى أن بحثت عن الخامات وأماكن تواجدها في مصر وذلك كان في عام 2010، إلى أن انتشرت تصميماتي وباتت معروفة. متي بدأت في تصميم "خاتم التحرش" ولماذا ؟ عندما وقعت حادثة التحرش الجنسي الشهيرة في أغسطس 2013 في ميدان التحرير، أيام مظاهرات المطالبة برحيل محمد مرسي ، شاهدت التحرش بعيني واستخدم المعتدون آلات حادة من مطاوي وتكوين دوائر حول الضحية واستخدام العنف معها. فقررت من وقتها أن يكون لي دور، وأكون عضوا فاعلا في المجتمع وليس شخصا يصنع إكسسوارا للزينة فقط، وحاولت التفكير في كيفية استخدام أدواتي لصناعة إكسسوار تدافع البنت عن نفسها من خلاله، وبعد ثلاثة أيام وجدت"خاتم التحرش" في يدي. بهذه السرعة وصلت لفكرة "خاتم التحرش" ..كيف استلهمت فكرة صناعته؟ تذكرت في الماضي ونحن صغار، عندما كنا نذهب إلى المدرسة في الإعدادي والثانوي، كنا دائما نضع دبوسا في الطرح أو التي شيرت أو البلوفر لاستخدامه في أي وقت حال اقتراب أحد منا أو تعرضنا لأي شكل من أشكال الأذى، وبالفعل استخدمت خاماتى من مجموعة دبابيس أقوم بنشرها واستخدام سنونها فقط وغرزها في الخاتم المصنوع من النحاس، وتكون مطلية وشكلها حلو. - هناك أدوات أخرى للدفاع عن التحرش كالاسبراي والالكتريك والسيلف ديفنس .ما الذي يميز " خاتم التحرش عنهم ؟ الاسبراي يصل سعره إلى 200 جنيه ،و"Electrec shock" أو الصاعق الكهربائي الذي يتراوح سعره من 250 إلى 1000 جنيه حسب قوة الشرارة، أما "خاتم التحرش" فهو مناسب جداً ليكون رد فعلها سريعا بلكمة في وجه المتحرش لشل حركته وتعطيله لتهرب أو طلب النجدة ، فضلا عن كون الخاتم وردي اللون ويتسم بشكل جميل يمثل قطعة اكسسوار تستطيع أن تستخدمها الفتاة وهي ذاهبة للجامعة او النادي او العمل. وفي الحقيقة لم تنتشر الفكرة في 2013 بالقدر الكافي ولكن نجح الخاتم وبدأت الفتيات تتوالى على الجاليري بعد ما أسست صفحة علي الفيس بوك تحت اسم " خاتم التحرش"، لشراء الخاتم ، وأصبح هناك إقبال كبير بعد الحادثة الشنيعة التي وقعت في ميدان التحرير في حفل تنصيب الرئيس السيسي 30 يونيو 2014 ، ومدى الوحشية التي تعرضت لها السيدة الناجية من عنف جنسي تحت تهديد السلاح وكادت أن تفقد روحها . - لماذا لم تنتشر فكرة الخاتم في البداية ..هل لمخاوف أمنية ؟ كانت تأتي لي تعليقات كثيرة من البنات أثناء بيعي للخاتم في المعارض ، بأنهن يخشون أن يصيبوا المتحرش، ولكن بعد ما حدث في التحرير قررن ألا يسكتوا حتي يعودوا إلى منازلهم وهن مغتصبات كما حدث لضحية التحرير ، بل أصبحن أكثر جراءة. وقالت أحد البنات عندما جاءت لتشتري الخاتم من الجاليري قالت إنها تحمل معها سكينة صغيرة في حقيبتها باستمرار، ولا تعبأ بأي مسئولية ممكن أن تقع عليها إذا تعرضت بالفعل لحادثة تحرش ، وتصيب المتحرش، وتعددت ردود الفعل على الخاتم ما بين مؤيد ومعارض وكان من أغرب المشترين قيام خطيب بشراء خاتم التحرش لخطيبته ، وطلب منها أن ترتديه حال خروجها من دونه، وتقوم بحماية نفسها، بل كلمتني إحدى الفتيات وحكت لي تجربتها بأنها أصابت أحد المتحرشين في وجهه أثناء التحرش بها في الشارع ولاذ بالفرار بعيدا عنها ، وهذا أسعدني جدا .. - ردود فعل كثيرة مابين مؤيد ومعارض ؟ المؤيدون كثيرون منها البنات اللواتي أصبحن يشعرن بالخوف الشديد من السير في شارع امن خالي من التحرش ،بل وكان يؤيدهم رجال ،ولكن هناك بعد الشباب رفضوا الفكرة ، وأنا أعرف جيدا لماذا طالبوا بمعاقبة الفتيات اللواتي يرتدين خاتم التحرش ، لأنهن يخشون على أنفسهم لأنهم متحرشون بكل تأكيد … ماهي الخامات المصنوع منها الخاتم ..وكم من الوقت الذي يحتاجه لتنفيذه وسعره ؟ سعر الخاتم 30 جنيها ،ومصنوع من النحاس المطلي حتي لا يصدأ بمرور الاستعمال، ملون Pink بناتي لطيف ،تستطيع أن تريديه الفتيات علي الملابس المختلفة لها بالصباح او المساء ،مغروز به أسنة دبابيس حادة جدا تخرج من وسط الخاتم ، أحتاج الي يوم كامل لصناعته ،فهو يحتاج جهد ، انا شخصيا أرتديه، ولكن حتي الآن لم استخدمه ضد متحرش أو معتدي. - لماذا اخترت لاسم مجموعتك من الإكسسوار"زنوبيا" ؟ لتوصيل فكرة أن البنت جميلة ولطيفة ورقيقة، ولديها القوة في الدفاع عن جسدها، وأن تكون قادرة على حماية نفسها وإبعاد المعتدين عنها ،و"زنوبيا " هي ملكة "تدمُر"، وعرف عنها أنها امرأة جميلة وفي نفس الوقت شخصية قوية استطاعت أن تهزم الروم، ومعظم تصميماتي من الإكسسوار تحمل ذلك المعنى "الجمال والقوة" في نفس الوقت. - دعيني أستغل دراستك في علم الاجتماع لمعرفة تفسيرك لانتشار ظاهرة التحرش الجنسي في مصر ؟ في الحقيقة ظاهرة التحرش الجنسي هي منتشرة في كل الدول عربية أم غربية متقدمة لمعرفة دول نامية ،ولكن الفكرة في دور الدولة في مكافحة الظاهرة بشكل فعال، فالمستشار عدلي منصور قبل مغادرته القصر الرئاسي قام بسن تشريع جديد لمكافحة التحرش الجنسي، ولكن هذا القانون في رأيي حتي الان غير مفعل ،بل يحتاج الي تغليظ عقوباته ولا تقتصر علي الغرامة أو الحبس لمدة خمس سنوات، فواقعة التحرش الجنسي الأخيرة في ميدان التحرير والتي تطورت لاغتصاب كان من المهم أن يكون ردعا سريعا وحاسما ويحصل المجرمين على عقوبة الإعدام . فنجد مثلا أن هولندا تكافح التحرش بطرق مختلفة قبل وقوع الجريمة على الاقل، بأن ترتدي الفتيات أسورة تحدد أماكن تواجدهن، وتضيء باللون الأحمر حال تعرضهن للخطر أو التحرش أو الاغتصاب وتتعقب الشرطة أثرها وإنقاذها . - ألا تري أن المجتمع يتحمل مسئولية ولديه قبول مجتمعي للتحرش الجنسي في أوقات كثيرة؟ بكل تأكيد، لن أعفي المجتمع من المسئولية، فنحن نرى المواطنين في الشارع يضحكون عندما تصرخ فتاة من بذاءة لفظ قاله لها متحرش أو حاول أن يلمس أحد أجزاء جسدها، بل ويلقون اللوم على الفتاه ويبررون الحادث "ما الشباب معذور ..شوفوا البنت لابسة ايه ..هي السبب ..وهكذا". فالرجال في المجتمع أصبحوا يعانون من سلبيات كثيرة، لا يسعون لإنقاذ الفتيات بسرعة قد يكون خوفا من عنف المتحرش أو إمساكه بمطواة أو مية نار أو أي آلة حادة.. ولكن هذا لا يعفي الشرطة من مسئوليتها لحماية النساء المصريات بالشوارع وأن يوفروا لهن شوارع آمنه خالية من التحرش، ويكون لدى الشرطة القدرة على القبض على المتحرشين وتطبيق القانون بكل حسم. - ماهو رأيك في أقسام مكافحة جرائم العنف ضد المرأة التابعة لوزارة الداخلية وكانت منتشرة في أيام العيد؟ في رأيي هذه الدورات الأمنية التابعة لأقسام مكافحة جرائم العنف تحتاج أن تنتشر بقوة طوال أيام السنة وليس في الأعياد فقط، وأن يقدموا للفتيات الدعم النفسي والقانوني الكافي، وأن يدرك القائمون على مكافحة جرائم العنف ضد المرأة من ضباط الشرطة أن المسألة ليست القبض على عشرات المتحرشين، بل نحتاج إلى وضع سياسات لمنع الظاهرة بشكل عام. . - هل تعتقدي أن جريمة التحرش الجنسي في مصر اجتماعية فقط أم سياسية ؟ جريمة اجتماعية ،وسياسية، فالعنف الجنسي الممنهج الذي تعرضت له النساء في ميادين التحرير والاتحادية يتم استخدام النساء وممارسة العنف ضدهن لإقصائهن من المشاركة في المجال العام والسياسي على السواء وإرهاب النساء على النزول والتعبير بوضوح عن صوتها ومطالبها. - ماذا عن الدراما والسينما وصورة النساء بها وتأثيرها على زيادة معدلات التحرش الجنسي؟ في العالم كله يتم استخدام المرأة كسلعة، في الإعلانات والسينما ولكن في مصر الموضوع أشد خطورة، فالدراما أصبحت تضج بالمشاهد الجنسية الكثيرة، ومشاهد بها تحرش لفظي وجسدي، ومن ثم فالدراما خلقت شريحة أخرى من المتحرشين وهو جيل الأطفال الصغار ولم يعد يقتصر التحرش على الناضجين أو المراهقين الذين يريدون أن يشعروا برجولتهم ..وهذا ما يحدث في الأعياد والمناسبات العامة . - والحلول ..؟ تبدأ من المدرسة، والأسرة يجب أن تربي أبناءها على مفاهيم يحترم من خلالها الطفل زميلته الأنثى، وكيف أن كلاهما له حقوق وواجبات . - انت ك"بنت مصرية "…بعد ثورتين ..شايفة الست المصرية رايحة علي فين؟ الست المصرية ، أصبح صوتها مؤثر وفاعل، كسرت حاجز الخوف، أصبح لديها القدرة على التعبير عن نفسها ومطالبها، تطالب بالحرية، وتتحمل مسئولية الدفاع عن الوطن وحلم التغيير مثل الرجال، تدفع الثمن كأمهات وزوجات لشهداء من الرجال..