كلنا يتكلم ..لكن قليلون هم من يدركون خطورة كثرة الكلام ، ويعلمون فوائد قلته وإنه بالكلمة تبنى الأسر وتهدم فى لحظات فالعاقل هو من يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم فما أكثر من ندم إذا نطق وأقل من يندم إذا سكت وأطول الناس شقاءً وأعظمهم بلاءً من ابتلى بلسان مطلق وفؤاد مطبق . وهنا يظهر لماذا شدد معلم البشرية الخير علي عدم النطق إلا بعد تدبر وتحكم المرء فى لسانه. مرسيا ً قاعدة كلية واضحة ( من يضمن لى ما بين لحييه وفخذيه أضمن له الجنة ) مات بالأمس القريب نموذج الكاتب الساخر أحمد رجب ومن يثمن الكلمة جيداً ويزنها بميزان خاص يحقق جهادها، فى زمن كثر فيه الكتاب وقل المتابعون .. نال شهرته ليس بكثرة الكلام ولا بعدد الكلمات ولكن باختيار الكلمة التى تناسب حالة المريض وتكسر شوكة ألمه , حتى كانت " 1/2 كلمة بتفاعلها سبباً فى أن يتصارع القارئ لسحب الجريدة من على الإستاند وكله شوق لارتشاف الجرعة المداوية. سابحاً بين مجموعة شخصيات منها: مطرب الأخبار فقد كان يتمنى أن يكون مطرباً بل عمل بهذه المهنة مدة بسيطة كف بعدها عن الغناء إثر " غرزتين فى وجهه" و " كمبوره بيه " " وفلاح كفر الهنادوة " و"الكحيت " و " عبده مشتاق – حاول إيصال الرسالة ولفت نظر أصحاب المكاتب الوثيرة إلى معاناة طال انتظار جلائها عن شعب مطحون يئس من أمل تحقيق الرفاه حاول إيصالها بنماذج لا تنسى وهو يطالب بحكومة مستقلة لرغيف العيش : (معظم دعم الخبز فى طول البلاد وعرضها يذهب إلى بعض موظفى التموين فدقيق التموين المدعوم موجود فى السوق كله إذا لم يكن هو الفساد بعينه بعد ثورتين فما هو الفساد ؟) وهو ينعى صحافة الغوغاء والموظفين تحت الطلب : (عندى قرف كرهت الأخبار التى تتوالى على سمعى, كرهت الكلام, كرهت الكتابة, فلا شيء يجدى, ولا شيء صحيح, ولا أعرف هل أطلق صرخة ألم أم صيحة استغاثة فما أصعب الحياة عندما تصبح عقوبة). أنا وكثيرون مثلى لا يعرفون شيئاً عن حياة زعيم الكتابة الساخرة, شخصيته أو تصوراته الخاصة ولا مردود أول مقال كتبه كتبه عام 1955عن القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وأطلق عليه اسم " عبد الباسط براندو" ومن جمال المقال نقلته " نيوز ويك " الأمريكية وارتفع أجر الشيخ إلى مائة جنية. , ولكن نعرف 1/2 كلمة ونعرف حقيقة " تكلم حتى أعرفك " يا صاحب الكلمة الموزونة نم قريرً العين فمن وسعت رحمته كل شيء ومن يعامل عباده بالإحسان والفضل لا بالميزان والعدل سيشفّع فيك سبائك الذهب التى خففت بها عن الناس ألم الفقر وضيق العيش.