تزامنا مع ذكرى استهداف برجي التجارة العالمية ووزارة الدفاع الأمريكية في أحداث 11 سبتمبر2001، والتي راح ضحيتها حوالي3000 شخص أمريكي، أعلنت واشنطن اليوم عن خطة لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي في ظل تخوفات المنطقة بأكملها من مغزى هذا التحالف بعدما صار العراق مدمرا إثر العدوان الأمريكي بحجة وجود أسلحة دمار شامل في البلاد. وتعليقًا علي ذلك قال السفير "عبد الرؤوف الريدي" سفير مصر السابق في واشنطن إن التحالف الإقليمي الذي أعلنت عنه واشنطن لمواجهة تنظيم داعش في العراق وسوريا يشوبه الغموض، حيث أوضحت أمريكا أنها لن تشارك بقوات برية واكتفت بإعلانها إرسال طائرات فقط ، مؤكدًا أن مصر عليها دراسة هذا التحالف الإقليمي جيدًا حتى لا يتم استدراجها في أي حروب بالمنطقة، مستشهدا على ذلك بالحرب عل العراق 2003 والتي حاولت أمريكا فيها استدراج مصر. واعتبر "الريدي" في تصريحات ل "البديل" أن أحداث 11 سبتمر التي أسفرت عن تفجير برجي التجارة العالمية والهجوم على وزارة الدفاع الأمريكية تعتبر كارثة كبري بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذه الأحداث تم استغلالها من قبل الدول الغربية وخاصة أمريكا لإقامة حرب ضد العراق. وحول الغموض الذي يشوب أحداث 11 سبتمبر، قال الدبلوماسي المصري إنه لا يعتقد أن تكون أمريكا هي من دبرت لهذا الحادث ولكن انتهزت الإدارة الأمريكية هذا الحادث وتم فبركة مزاعم تتحدث عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وبالتالي كان الهدف الأساسي من وراء هذه الحرب هو السيطرة على آبار البترول التي توجد بالعراق. وفي السياق ذاته، قال الدكتور "سعيد اللاوندي" خبير العلاقات الدولية إن داعش هي صناعة أمريكية تسعي الآن للقضاء عليها بعد انتهاء مهمتها، مثلما حدث من قبل مع القاعدة في أفغانستان، موضحًا أن التحالف الذى أعلنت عنه واشنطن يضم دولا لا علاقة لها بداعش أو محاربتها مثل النرويج والدنمارك؛ مؤكدا أن الهدف من وراء ذلك هو الحشد الدولي دون النظر إلى دور تلك الدول في المعركة ضد داعش. وأكد "اللاوندي" أن هذا التحالف مشبوة لأنه يخدم مصالح أمريكا في المقام الأول، حيث تستخدم واشنطن هذه الجماعات المتطرفة لإرهاب الدول الخليجية حتي يتثنى لها بيع عدد كبير من الأسلحة. وفي سياق متصل قال السفير "رخا أحمد حسن" مساعد وزير الخارجية السابق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية إن أمريكا هي من زرعت الجماعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط بداية من إنشاء طالبان والقاعدة في أفغانستان لمحاربة روسيا، مؤكدًا أن أسامة بلادن زعيم تنظيم القاعدة هو عميل للمخابرات الأمريكية. وحول التحالف الإقليمي الخاص بمحاربة داعش، أوضح "الرخا" أنه من الممكن أن تشارك مصر معلوماتيًا واستخبارتيًا مع هذا التحالف وبالتنسيق مع جميع الدول لمحاربه هذا الإرهاب، مشددا على ضرورة عدم مشاركة مصر عسكريًا في أي تحالف من شأنه أن يضر بالدولة. من جانبه قال السفير "شريف ريحان" سفير مصر السابق في العراق إن أهداف أمريكا من هذا التحالف الدولي ليس لمواجهة الإرهاب كما تدعي، إنما تتنشط دورها في منطقة الشرق الأوسط وتنشيط الاقتصاد الأمريكي عبر سوق بيع الأسلحة الأمريكية. وأضاف "ريحان" أنه يتم توظيف هذه التنظيمات المتطرفة من قبل أطراف خارجية لتحقيق أهداف معينة، مؤكدا أن هذه التنظيمات التي ظهرت مؤخرًا بما فيها "داعش" لا تخلو إطلاقًا من بصمات جهات خارجية كثيرة ومتعددة .