قدره أن يتم عامه ال 26 وهو داخل زنزانته.. يصارع مع المرض.. ويعانى من الإهمال والتعنت فى نقله إلى مستشفى عام بعدما قرر الوفد الذى أرسله المجلس القومى لحقوق الإنسان أن حالته أصبحت فى خطر، وتتدهور مع مرور الوقت؛ مما يتطلب نقله إلى مستشفى فى أسرع وقت، ولكن إدارة السجن والجهات المعنية قررت أن تضرب بكل هذه التخوفات على صحة "صائد الفراشات" عرض الحائط، وتتركه ينازع المرض ويستقبل مصيره بين جدران زنزانته وحيداً. إنه الناشط السياسى "أحمد دومة" الذى تم إلقاء القبض عليه يوم 3 ديسمبر من العام الماضي، بعد إصدار النيابة قرارًا بضبطه وإحضاره، فقامت قوة من الشرطة بالقبض عليه من منزله واقتياده إلى قسم شرطة البساتين، فيما وجهت إليه اتهامات بالمشاركة والتحريض عى أحداث محكمة عابدين أثناء تسليم الناشط السياسى "أحمد ماهر"، بعد أن صدر له ضبط وإحضار على خلفية أحداث مجلس الشورى. وأثناء تواجد ماهر حدثت مشادات بين قوات الأمن والمتضامنين، وقامت قوات الأمن بفضهم وإلقاء القبض على بعضهم وإصابة الآخرين. وعلى خلفية هذه الأحداث تم القبض على "أحمد دومة". ولكن لم تمنع تلك الأسوار العالية أصوات التهانى بعيد ميلاد "دومة"، ولا حتى جعلت محبيه وأصدقاءه ينسون هذه المناسبة؛ ليؤكدوا أن "صائد الفراشات" كما أطلق عليه أصدقاؤه بكل تاريخ نضاله الذى قدمه لمحاربة الفساد فى مصر ما زال يذكر أن حبسه لأجل الحرية رمز للنضال؛ لذا قرروا أن يهدوا كلمات تهنئه بميلاده وتؤازره فى محنته. وعن هذا يقول محمد صلاح المتحدث الإعلامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية "عرفت دومة كصديق ورفيق نضال منذ 2010، تناقشنا حول الأمل في قيام ثورة وانتصار الحق قبل يناير، وعشنا معًا نضالات الثورة منذ 28 يناير، مرورًا بكل أحداثها. عهدته وفيًّا مخلصًا لمبادئه مقرباً من كل المحيطين به، فلا يترك صديقًا ولا يتخلى عن معتقل، لا ينسى ذكرى ولا يهمل قضية، قضى شهوراً في السجن لم يقضِها أي منا نحن الرفاق المقربين إليه، رغم أنه أصغرنا سنًّا، ولكنه دفع الثمن أكثر منا". وتابع "أذكر له في يوم 28 يناير، وأثناء الاشتباكات مع الداخلية، كانت هناك سحب من الغاز تفصل بين جحافل المتظاهرين وقوات الشرطة، وداخل تلك السحب يقف في طليعة المظاهرات بضع متظاهرين كان في مقدمتهم دومة"، مضيفًا "يعتصرني الألم على كل يوم يقضيه دومة ظلمًا في السجن وبشكل خاص بعد تدهور حالته الصحية وتعنت إدارة السجن معه، ولكن نعزي أنفسنا بقصر اليد وقلة الحيلة مع كامل الإجلال والاحترام لرفاق الثورة في معتقلات النظام". وقال محمود عزت عضو المكتب السياسى للاشتراكيين الثوريين "كل سنة والقابضون على جمر الثورة من أجل تحقيق أهدافها بخير، دومة الذى تسوء حالته المرضية وهو بين آلاف المعتقليين، ومضرب عن الطعام ضد النظام"، مؤكدًا أنه "رغم أن حالة دومة الصحية تتدهور، إلا أنه مصمم على استكمال نضاله"، مشددًا على أن "معركة أحمد دومة وغيره من أجل تحقيق العدالة ستستمر، والعام القادم نحتفل مع دومة بعيد ميلاده في وضع تكون فيه الحرية شيئًا يقدسه المجتمع". وعن تحية "مقاومة" الطلابية ل "دومة" قال معاذ سيد عضو المكتب السياسى للحركة "أحمد دومة أول عيد ميلاد له بعيد عن زوجته نورهان من وقت أن تعرفوا على بعض، دومة هذا العام يحتفل بعيد ميلاده وهو مضرب عن الطعام؛ لأنه رافض للظلم رافض أن يقتلوا حلمه، ويرى الوطن الذى يحلم به". وتابع "كل سنة وأنت طيب، كل سنة وأنت مناضل وجدع، ونتعلم منك، والسنة القادمة نحتفل بعيد ميلادك معنا، وأيضًا نجاح الثورة وتحقيق أهدافها". واختتم عصام الشريف مؤسس الجبهة الحرة للتغيير السلمى تهنئته المقدمة لصديقه فى زنزانته قائلاً "كل سنة وأنت حر وتقاوم الظلم، كل سنة وأنت ثابت على أفكارك كما عاهدتك من سنين، كل سنة وأنت صوت لكل جيلك".