على مائدة دار العين للنشر والتوزيع، اجتمع المفكر الاقتصادي الدكتور جلال أمين والباحثة الاقتصادية الدكتورة شاهندة الباز لمناقشة كتاب «قضايا الشيوعية المصرية.. وثائق الحزب الشيوعي المصري» للدكتور سمير أمين، مساء أمس الثلاثاء بمقر الدار بوسط البلد. في البداية أوضحت الدكتورة شاهندة الباز موقف «سمير أمين» تجاه الناصرية، إذ اتُهم بعدم انحيازه للناصرية قائلة: سمير أمين لم يكن ضد الناصرية في يوم من الأيام، بل هناك الكثيرون لا يعرفون من الناصرية سوى العدالة الاجتماعية، لذا أعتقد عندما يطالب الناس هذه الأيام بتطبيق الاشتراكية وعودة الناصرية هم فقط يطالبون بتطبيق العدالة الاجتماعية السادة آنذاك ليس أكثر. وفي حديثها عن العولمة قالت «الباز»، للنظام العولمي فلسفات معادية بطبيعتها للدولة الوطنية التي تلتزم بالقومية والحفاظ على حدودها وعاداتها وتقاليدها وهو ما لا يتناسب مع العولمة، لذا فالدولة الوطنية هي المعوق الأول لسيادتها، مشيرة إلى أن العولمة بدأت تستفحل في العالم منذ سبعينيات القرن الماضي بالقضاء على الدول القومية بالحروب العنصرية في كثير من الدول العربية كالعراق؛ حيث كانت الأقوى اقتصاديًا ولديها القدرة على خلق تنمية حقيقة دون الحاجة إلى الغرب. أضافات «الباز»: إن الانتفتاح الاقتصادي الذي بدأ مع عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان الخطوة الأولى لتطبيق سياسات العولمة التي طبقها «مبارك» فيما بعد، والتي نتج عنها استقطاب سياسي واقتصادي وأصبحت القوة في يد مجموعة بعينها، وهذا يؤكدا أن سياسات العولمة تهدف لتحطيم الدولة القومية، فالعولمة تجعل الحكومات لا تهتم بالبشر ويصبح شاغلها الأكبر هو جمع المال والبقاء في السلطة، لذا لابد من الحفاظ على الدولة القومية وربطها بالكيانات العربية والإفريقية، مؤكدة انه لن نستطيع مواجهه العولمة التي ترغب في تقسيمنا إلى دويلات صغيرة إلا بتكوين كيانات كبيرة.