دافع المفكر الاقتصادي المصري البارز المقيم بباريس سمير أمين، عن الحقبة الناصرية فكرة القومية العربية، وقال إن مشروع عبدالناصر ظل مشروعًا وطنيًا ليس ممن يعتقدون بأن الرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك، ديكتاتوريون ومؤسسون لحكم العسكري. وقال: إن ذلك التعميم يجمع بين متناقضات كثيرة تحت راية واحدة وهو الأمر غير الصحيح، فحكم مبارك مثلاً لم يكن حكمًا عسكريًا علي حد قوله. وقال سمير أمين في الندوة التي عقدت بدار العين للنشر أمس لمناقشة كتابيه "حول الناصرية والشيوعية المصرية" و "قانون القيمة المعولمة" أن مشروع ناصر كان مشروعًا وطنيًا برجوازيًا، ولكن حدثت به أخطار منها أن النظام الناصري لم يكن مدركًا في رحب 67 لضعف الجيش والمجتمع المصري علي أصعدة كثيرة. وحضر الندوة د. حسن حنفي، وعماد أبو غازي ود. حلمي شعراوي وعلي الدين هلال ود. هدي وصفي ود. سامر سليمان. ودافع عن فكرة القومية العربية، التي لا يزال أمين يعتقد أنها ممكنة إذ أنها فكرة للمستقبل وليست حقيقة موجودة، وقال أن الوجود القطري جزء من الواقع الذي نعيشه. وانتقد المفكر حسن حنفي الذي كان حاضرًا للندوة ما أسماه بدفاع اليساريين العرب ومنهم أمين عن الناصرية بعد انتهائها وقال: كيف يمكن لليسار أن ينتقد تجربة ناصر بينما هي كانت لاتزال في طول التكوين وفي طول الاكتمال ثم يدافعون عنها بعد أن انتهت.. وتساءل حنفي عن مصير الشيوعية الوطنية. وقال حنفي صاحب التراث والتجديد أنه ربما لو أن سمير أمين كان يعيش في الأربعة عقود الماضية بمصر وليس بباريس لكان قد غير رأيه، وتغيرت بعض الأطر النظرية التي قدمها وتربي عليها منذ الأربعينيات والخمسينيات ولكان ساهم هو والمفكر الراحل أنور عبدالملك وعبدالعظيم أنيس في تجاوز الثنائية بين الإسلاميين والعلمانيين. من جانبه دعا د. سامر سليمان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلي أن يبدأ الإشتراكيون في العمل علي دعم المشروعات الصغيرة ذات الملكيات التعاونية بالتعاون مع السلطة السياسية؛ لتكوين خط ديمقراطي إجتماعي يتكيف مع وجود اقتصاد السوق حتي إيجاد بديل له لتحقيق دولة تنموية والعدالة الاجتماعية. سمير أمين مفكر اقتصادي مصري بارز، من مواليد عام 1931، ولد لأب مصري وأم فرنسية واعتنق الماركسية والشيوعية السوفيتية وحصل علي الدكتوراة من السوربون في الإقتصاد وله عدة نظرية اقتصادية متكاملة، وهو أحد المفكرين الإقتصاديين البارزين والمعروفين علي الساحة العالمية. .