بعد انقطاع عن المواجهات الرسمية دام لما يقارب ال10 أشهر وتحديدا منذ مواجهة الإياب أمام غانا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، يعود المنتخب الوطني المصري للظهور مجددا على مسرح المواجهات الرسمية بمواجهة هامة أمام نظيره السنغالي، في أولى جولات التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2015 بالمغرب. الفراعنة سيظهرون اليوم وتحديدا في الحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة بحلة جديدة، حيث إن اللقاء سيعرف الظهور الأول للمدير الفني الجديد للمنتخب شوقي غريب، إلى جانب مجموعة كبيرة من اللاعبين الجدد والهدف العودة للبطولة المفضلة (أمم أفريقيا) التي يحمل الفراعنة لقبها في 7 مناسبات وغاب عنها منذ نسختين. الحظ العاثر للمنتخب المصري وضعه في أصعب مجموعات التصفيات بتواجد ثلاثة عمالقة هم مصر والسنغالوتونس بالإضافة إلى السنغال، وجميعهم يطمع في تواجد هام بالبطولة الأهم على صعيد القارة السمراء. وبرغم صعوبة المجموعة إلا أن هذا الأمر قد يكون في مصلحة مصر وليس العكس، حيث إنه سيدخل اللاعبين سريعا في أجواء المنافسات الكبرى وكذلك الجهاز الفني، لاسيما وأن الفارق الزمني بين التصفيات والنهائيات قريب للغاية، وهو ما سيترك الفريق في حال تأهله بحالة ذهنية ونفسية تمكنه من مواجهة أي فريق في طريقه لاستعادة السيطرة على الكرة السمراء. وعلى الجانب الفني فإن مباراة اليوم تعد في غاية الصعوبة للفريق، حيث إن بداية المشوار من السنغال التي يتطلع منتخبها وجماهيره بدورهما إلى إنجاز طال انتظاره، وبكتيبة من المحترفين، وتواجدها في أول المشوار وقبل 5 أيام فقط من مواجهة لن تقل صعوبة أمام تونس في القاهرة، يعقد من موقف الفريق الذي عليه العودة من داكار بأفضل نتيجة ممكنة والشرط الأول هو عدم الهزيمة ومن ثم تحقيق الانتصار إن أمكن. الجماهير المصرية لم تخف قلقها من المستوى الذي ظهر عليه الفراعنة في المباراة الأخيرة أمام كينيا والفوز الباهت بهدف عمرو جمال، وليس هذا فقط ما يقلقها ولكن لأن هذا الأداء جاء امتدادا للأداء غير الجيد الذي تقدمه الأندية في الموسم الأخير وعلى رأسها الزمالك والأهلي، بالإضافة للمحترفين، الذي يعرف معظهم بداية عصيبة للموسم كما هو الحال لمحمد صلاح مع تشيلسي وشيكابالا مع سبورتنج لشبونة وأحمد حجازي مع فيورنتينا وغيرهم. ويبدو المدير الفني شوقي غريب واثقا من قدرة الفريق على تحقيق ما يحلم به الجماهير، وهو ما يتضح من تصريحاته التي أكد خلالها أن الفريق يمتلك من الأدوات ما يمكنه من التأهل والمنافسة، ولكن لن تتأكد تلك الثقة إلا من خلال مباراة اليوم ثم تونس، والتي سيتضح من خلالها بشكل قاطع الطريق الذي يسير عليه المنتخب. التدريبات الأخيرة أوضحت بشكل نسبي الفكر الذي سيعتمد عليه غريب في المواجهة، والذي سيكون حذرا نسبيا مع الاعتماد بشكل أكبر على اللاعبين الخبرة كأحمد فتحي وحسام غالي وحسني عبد ربه، وستكون الخطة في الأغلب 4-3-2-1، بتواجد ثلاثي في محور الارتكاز هم حسام غالي وحسني عبد ربه ومحمد النني خلف الثنائي محمد صلاح وحمودي وأمامهما إما خالد قمر أو عمرو جمال، في محاولة لتضييق المساحات أمام الهجوم السنغالي المتوقع، والانطلاق في هجمات مرتدة مستغلا سرعة ثلاثي الهجوم. غريب يدرك أن اللقاء سيكون حماسيا بشكل كبير، نظرا لأنه أول لقاء يلعبه السنغاليون على ملعبهم ووسط جماهيرهم منذ ما يقارب العامين، إلا أن هناك العديد من الأمور الإيجابية التي يعول عليها المدرب الوطني وعلى رأسها الأفضلية التاريخية للفراعنة الذين حققوا الفوز 6 مرات في 10 مباريات لعبها الفريقين فيما لم تعرف أسود التيرانجا الانتصار سوى في مبارتين، وانتهت اثنتين بالتعادل. كما أن تواجد الدولي المالي كوليبالي على رأس طاقم التحكيم الذي سيدير اللقاء يبعث على الطمأنينة في نفوس اللاعبين لما يمتلكه الحكم المخضرم من صافرة نزيهة وقوية ولا تتأثر بالأجواء.