قال الدكتور جابر عصفور- وزير الثقافة، خلال احتفائه بالذكرى الثامنة على رحيل أديب نوبل نجيب نوبل: أن الشباب الذين قاموا بثورتي 25 يناير و30 يونيو هم أحفاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي كان أول من كتب كلمات تحض على الثورة والحرية. أضاف «عصفور» خلال الندوة التي أقامتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بعنوان في ذكري رحيلة.. نجيب محفوظ حضور متجدد» مساء أمس، بحضور الدكتور محمد عفيفي الأمين- العام للمجلس الأعلي للثقافة، استطاع «محفوظ» أن يحمل الحارة المصرية الضيقة إلى العالم مثل رواية "أولاد حارتنا" التي يمكن تطبيقها علي تاريخ الإنسانية كلها وحتى لسنوات قادمة، لذلك سيظل نجيب محفوظ بأدبه باقيًا لأجيال قادمة، لأنه في أعمق الأعماق في أعماله توجد الثورة الأبدية. وأشار «عصفور» إلى أن الأجيال الجديدة في العالم تقرأ نجيب محفوظ وأنه يشعر بالفخر عندما يجد أعمال نجيب محفوظ مترجمة وموجودة في المكتبات العالمية، وأشار إلىأن ما صنع نجيب محفوظ هي الموهبة فالكثير يقرأ ويكتب ويذاكر ولكنه عندما يكتب لا يستطيع أن يكتب شيئًا، أما نجيب محفوظ فبعض كلماته تغني عن الكثير من الصفحات وسطر واحد يجعلك تبحر معه إلى سماوات الإبداع ودون أن تشعر بالوقت وهذا ما يميز كاتب عن آخر، ثم تأتي بعد الموهبة الثقافة والدأب على القراءة والمتابعة، فأعمال نجيب محفوظ من نتاج مثقف بثقافة مذهله. وذكر «عصفور» في احدي لقاءته الأخيرة مع نجيب محفوظ أنه قال الحمد لله أنني لم أعش عصر الانترنت لأنني ما كنت كتبت أو سطرت ما كتبت، وأردف «عصفور» أن انتاج نجيب محفوظ لم يقف عقبة أمام المبدعين الجدد وخاصة مبدعي الستينات ولكن البعض اعتبروا أن نجاح نجيب محفوظ عقبة أمامهم ولكن مهما كانت العقبات أمام الكاتب وله موهبة فلن يقف امامه شئ، ثم استعرض «عصفور» تاريخ نجيب محفوظ الأدبي منذ أن بدأ الكتابة في الثلاثينات من القرن العشرين، وذكر أن أول ما بدأ به ترجمة كتاب لكاتب بريطاني وقد تأثر به في رواياته الثلاث الأولي وهي عبث الأقدار ورادوبيس وكفاح طيبة، كما تأثر أيضا بكتابات سلامة موسى المفكر الاشتراكي الفابي. تابع عصفور: عندما بدأ نجيب محفوظ في كتابة الرواية الواقعية ظلت المبادئ الأساسية له في الكتابة الحق والخير، فكل كاتب له ثلاث أركان لرؤية العالم الله والإنسان والعالم ، وفي الروايات الفلسفية تمتزج الصوفية بالبوليسية في روايات تبدأ باللص والكلاب، ولم ينس نجيب محفوظ السؤال الديني في كتاباته قط عن المعذب الأبدي والبحث عن القيم الأبدية الثابتة والتوازن بين العلم والدين والعقل والروح، والبعد الاجتماع يجعل كل ذلك متوازنا في تقبل الآخر وأن العالم يسير بالتوازن وإلا سيحدث التطرف الاجتماعي والديني وكانت البدايا برواية «المرايا». وأشار «عصفور» أن نجيب محفوظ تأثر بالأجيال التي جاءت بعده ولم يكن يريد أن تهزمه هذه الأجيال ولكن كتاباته كانت مثل ضخامة المعابد الفرعونية وبساطة البيوت الريفية وعراقة الحارة المصرية.