"تل الحدادين" أشهر المناطق العشوائية بمدينة طنطا، قنبلة موقوتة توشك أن تنفجر مشكلاتها في مجتمع محافظة الغربية، بما تمثله من كونها بؤرة إجرامية ومأوى للبلطجية والمسجلين خطر الذين أصبحوا يهددون حتى قاطني هذه المناطق أنفسهم، الأمر الذي يفرض على مسئولي الجهاز التنفيذي بالغربية سرعة التحرك لإعادة تخطيط هذه المنطقة بالفعل وليس بالتصريحات البراقة التى لا تنفذ. في البداية أكد عمران الصعيدي من سكان المنطقة أن معظم مباني منطقة تل الحدادين بطنطا تتكون من طابقين من الطوب اللبن وشوارعها ضيقة وتحتوى على العديد من ورش الحدادة، بخلاف العديد من الأسر التي تقيم داخل العشش والخيام، وهم الذين انهارت منازلهم أو صدرت لها قرارات إزالة وقامت وزارة التضامن بتسكينهم في خيام لحين تدبير مساكن بديلة لهم، ومعظمهم مر عليهم أكثر من عشر سنوات ولا يزالون في انتظار الحصول على شقة من إسكان المحافظة!! وقال أحمد درويش إنه انتقل للإقامة في الخيمة منذ عشر سنوات بعد انهيار منزله الذي كان يسكن به، بعد إجراء بحث له من خلال وزارة التضامن الاجتماعي ضمن الإيواء العاجل لحين تدبير سكن بديل له من إسكان المحافظة، وحتى الآن لم يحصل على مسكن يقيم فيه مع أطفاله، حيث يضطرون للحصول على مياه الشرب من المساجد وقضاء حوائجهم في دورات مياهها. مؤكدًا "نحن لسنا لاجئين حتى نعامل بهذا الأسلوب". وأضافت إيمان محمود عاشور من سكان المنطقة العشوائية إنها أم وعندها ثلاث فتيات في سن الزواج، ويقمن جميعًا داخل خيمة بدائية بعد إزالة منزلهن منذ خمس سنوات، مؤكدة أنها تواجه مشكلة بسبب تعرض بناتها لمضايقات ومعاكسات من شباب المنطقة ولا تجد الحماية، وأشارت إلى أنها قامت بسداد مبلغ ألفى جنيه رسوم الحصول على شقة سكنية بمساكن المحافظة، ولكنها حتى الآن لم تحصل على المسكن وفي انتظار تنفيذ الجهات المسئولة لإيوائها وبناتها. وأشار طارق علوان أن عدد من يسكنون الخيام بالمنطقة 160 فردًا يعولون اًسرًا، كانوا قد تقدموا إبان ثورة 25يناير لحجز وحدات سكنية اقتصادية لهم تؤويهم وأسرهم من التشرد والسكن في العراء، وفوجئوا بعدم وجود سقف زمني لتسليمهم تلك الشقق، كما أن العمارات التي لم يتم تسليمها ناقصة لكافة التجهيزات والمرافق العامة؛ ما جعل المستحقين لتلك الوحدات في حيرة من أمرهم، فقاموا بعدد من الوقفات الاحتجاجية لرفض تجاهل تسليم الشقق واتهموا الإسكان بالتسويف وعدم شعور العاملين بتلك القطاعات باًنين الناس ومعاناتهم المستمرة، مشيرًا إلى أن تلك الأسر تعددت شكاواهم من تجاهل المسئولين وعدم تسليمهم وحداتهم السكنية رغم صعوبة الحياة اليومية التي يعيشونها وسوء أوضاعهم الاجتماعية.