كشفت واقعة مصرع عاملين وإصابة 3 آخرين داخل بالوعة للصرف الصحي بالمنيا إرثًا من الفساد المالي والإداري والإهمال المتراكم داخل الجهات الحكومية. حيث أكد موظف بمجلس مدينة سمالوط ل "البديل"، رفض ذكر اسمه، أن العمال ضحايا البالوعة كانوا يعملون بالأجر مع مقاول وكلته الشركة التي رست عليها المناقصة، مؤكدًا مخالفة ذلك للقواعد واللوائح والقوانين الخاصة بالمناقصات، حيث إن الشركة بذلك تعمل كوسيط بين الجهة الحكومية المنوط بها تنفيذ المشروع والمقاول الذي وكلته الشركة لإنهاء المشروع؛ لتحقق بذلك أرباح فروق القيمة والمبالغ المخصصة للمشروع تلك. وأضاف أنه لم يتم توفير الحد الأدنى من وسائل الحماية للعمال كمامات وبدل غطس وجهاز أكسجين وغيره. وكان قد لقي "كريم محمد أحمد" (30 سنة) و"هاني الديب محمود" (25 سنة) مصرعهما أثناء عملهما ببالوعة للصرف الصحي بشارع خالد بن الوليد بمركز سمالوط بعد أن سقطا داخل البالوعة. وأثناء مرور عامل خرسانة يدعى "جرجس عيد باسل" بجوار البالوعة حاول إنقاذ من بداخلها، وبمجرد نزوله استنشق الغاز ليدخل في حالة إغماء، بعدها تجمهر الأهالي، وتطوع أحدهم بالنزول بعد أن وثق حبلاً في منتصف جسده، وبمجرد نزوله أصيب بحالة إغماء أيضًا، فيما أسرع مواطن بإحضار "هلب" خاص بمحلات الجزارة يستخدم في تعليق الذبائح، وتمكن من إنقاذ شخص من داخل البالوعة، اصطحبه الأهالي إلى المستشفى بواسطة "توك توك". فيما حضرت فرق الإنقاذ النهري وسيارات الإسعاف متأخرة، حيث أكد محمد سيد (شاهد عيان) أن حضورهما جاء بعد ساعة كاملة من الواقعة، مضيفًا أن الأهالي اتخذوا قرارًا بعدم السماح للعمال بالنزول للبالوعات دون توفير وسائل الحماية اللازمة لهم؛ لعدم تكرار المأساة، خاصة أن الضحايا لولا حاجتهم وضيق حالهم لما عملوا بتلك المهنة.