أعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الإثنين، عن تعيين قاضية أميركية في لجنة أنشئت للنظر في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة. وكان كيان الاحتلال الإسرائيلي قد رفض اللجنة بالفعل ووصفها بأنها ستصدر حكماً منحازاً ضده مسبقاً. وستنضم القاضية الأميركية ماري مكجوان ديفيز، إلى الأكاديمي الكندي وليام شاباس، ومحقق الأممالمتحدة السابق في قضايا العنصرية دودو ديين، وهو من السنغال، إلى لجنة التحقيق التي تشكلت في يوليو بناء على طلب فلسطيني أيدته دول عربية وإسلامية. وسيرأس شاباس اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء وهو ما أثار حفيظة الكيان الإسرائيلي الذي أشار إلى سجله كمنتقد قوي لها. وكان بوديلير ندونج إيلا، رئيس مجلس حقوق الإنسان الذي يضم 47 عضوا وهو من الجابون، قد اختار بنفسه شاباس من قائمة قال دبلوماسيون إنها ضمت عدداً من المرشحين ممن لا تلاحقهم مثل هذه الأقوال. وكانت المحامية اللبنانية المولد أمل علم الدين، خطيبة النجم السينمائي الأميركي جورج كلوني قد رفضت عرض الانضمام للجنة. وعملت مكجوان ديفيز على مدى 24 عاماً في نظام العدل الجنائي بمدينة نيويورك كقاضية بالمحكمة العليا في الولاية ومدعية اتحادية وشاركت في تحقيق سابق يخص الاحتلال. وربما يثير تعيينها جدلاً أيضا. أما ديين فقد انتقد في بعض الأحيان كيان الاحتلال أيضاً بقوة لأسلوب تعامله مع الفلسطينيين وسكانها العرب خلال السنوات الست التي أمضاها كمحقق خاص للأمم المتحدة في قضايا العنصرية من 2002 إلى 2008. ومن المقرر أن ترفع اللجنة الجديدة أول تقاريرها بحلول مارس. ومن المفترض أن تحقق اللجنة في تصرفات كل من كيان الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس. وقد رحبت حماس بتعيين شاباس الذي يقيم في بريطانيا ويقوم بتدريس القانون الدولي في جامعة ميدلسكس. وقال شاباس في أغسطس، إنه عازم على أن ينحي جانباً أي آراء عن "أشياء حدثت في الماضي". وأثار تعيينه انتقادات أيضاً من جانب جماعات مؤيدة للكيان الصهيوني في الولاياتالمتحدة وأوروبا، ويقول مسؤولون ودبلوماسيون في جنيف -هم أنفسهم ينتقدون الاحتلال- في أحاديثهم الخاصة إن شاباس لم يكن الخيار الأفضل. وكانت مكجوان ديفيز عضواً ثم رئيساً للجنة شكلتها الأممالمتحدة وضمت خبراء مستقلين لمتابعة نتائج مهمة سابقة لتقصي الحقائق المتعلقة بالغزو الإسرائيلي لغزة الذي استمر ثلاثة أسابيع في 2008 – 2009. وكتبت تلك المهمة التي رأسها القاضي ريتشارد جولدستون، من جنوب أفريقيا تقريراً حمل اسمه ورفضته "إسرائيل" وانتقدته الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى بقوة واعتبرته "منحازا". ثم نأى جولدستون بنفسه بعد ذلك عن بعض نتائج التقرير قائلاً إن معلومات قدمتها "إسرائيل" لاحقا أقنعته بخطئها. وكما حدث في الصراع الذي دار في 2008-2009، يقول الاحتلال إنه كان يهدف من هجومه الأخير في الثامن من يوليو، لوقف الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس ونشطاء متحالفون معها من غزة؛ حسب تعبيره.